Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

عبدالله كغرابو: 1- الخبز الأبيض “تدوينات الشريف”

في يوم من الأيام الطفولة ، خرجنا كالعادة من الكتاب لتناول وجبة الغداء، كان الجو باردا ، وكنت البس جلبابا لا يقيني من حر البرد القارس، زيادة على الجوع الذي أحس به رغم أنني أحمل معي في جرابي ” تاجبيرت” القليل من الخبز والثمر لمثل هذه اللحظات .

 

وعند ذهابي نحو المنزل، أثار انتباهي طفل في سني تقريبا، يحمل في يديه شيء أبيض اللون يأكله وهو جالس أمام منزله، إنني أعرفه وأعرف أسرته، وكانوا في تلك المدة من بين الناس الميسورين، فوالده موظف ولا ينقصهم شيء.

اقتربت من ذلك الطفل لأجل معرفة ما يأكله، وعند وصولي إليه اندهشت ووقفت أمامه كأن شيآ ما أصابني بعد ما علمت بأنه يأكل الخبز الأبيض، وأنا لم أشاهد قط مثل هذا الخبز، ولم أعلم أنه موجود على الإطلاق .

إننا نعرف فقط الخبز الذي نقتات به واسمه بالأمازيغية، “ءَاغْرٌومْ ءٌ وبَلاّغْ “، – وهو أصلا من الزرع ولكنه يحمل معه رائحة المطمورة “تسرافت” لأن الزرع أنداك كان يحتفظ به في هذه الأماكن ومند القدم خوفا من اللصوص والفئران … فنستخرج منه شيئا فشيئا ، وهناك عادة عند بعض الساكنة ، الذي يفضلون أن يستعملوا في معيشتهم حبوب التي احتفظوا بها في العام الماضي ، اما حبوب الزرع لهذا العام فيثم الاحتفاظ به داخل المطامير حتى ينتهي الزرع الأول الدي تحدثت عنه-.

طلبت من ذلك الطفل أن يعطيني ولو لقمة صغيرة لكي أعرف مداقه فقط مقابل الخبز الدي أملكه كله، ولكن الطفل الصغير عند رؤيته للخبز الدي قدمته إليه، رفض رفضا قاطعا، وقال لي نحن لا نأكل الخبز الكريه.

 عندها لا أعرف ماذا سأعمل، لم يبقى لدي سوئ حل واحد وقد نفدته، سرقت الخبز الابيض من الطفل وتركته يبكي، ولكن ذلك لا يهمني في تلك الساعة همي الوحيد أكل هذا الخبز وبأي ثمن ….

فعلا لقد أكلت الخبز الابيض ولأول مرة ،لا أعرف كيف سأصف لكم لذته والفارق الكبير بينه وبين خبزي المائل لونه إلى السواد .

لكن في الصباح اليوم التالي، جاء اخو الطفل الاكبر إلى فقيه المسجد لأجل أن يشتكي بي وأخبر الفقيه بأنني ضربت أخوه الأصغر عند ذلك قمت من مكاني فأقسمت للفقيه بأنني لم أعتدي عليه ، ولكنني سرقت خبزه الأبيض، وهكذا جعلت الطلبة والفقيه يضحكون من تصرفي ، ولم أنل سوى عقابا شفاهيا من الفقيه …..

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.