وهبي يركب حراك الحسيمة ليغري أعضاء الأصالة والمعاصرة بغنائم الانقلاب على القيادة
لم يخف عبد اللطيف وهبي، عضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة تطلعه إلى منصب الأمانة العامة للحزب، إذ اختار، في الذي وقت تتكاثف فيه الجهود من أجل وضع حد لتداعيات احتجاجات سكان الحسيمة، إطلاق نيران مكثفة على ظهر قيادة «البام» وإغراء الغاضبين بغنائم الانقلاب على الأمين العام.
وقدم وهبي في حوار بخصوص مآل مشاريع «الحسيمة… منارة المتوسط»، نفسه بديلا يملك الوصفة السحرية للصعود بـ «البام» إلى المكانة التي يستحقها، باعتباره مشروعا رائدا سيكون له مستقبل واعد شريطة إعادة النظر، والخروج به من زمن حكم الأشخاص إلى عهد سيادة المؤسسات، مسجلا أن علاقته بالحزب جيدة عكس ما عليه الحال في مواجهة الأمين العام إلياس العماري، الذي اتهمه بالدكتاتورية لأنه يتحكم في الحزب بشكل انفرادي، رافضا أن يتحمل «الباميون» تبعات القرارات الخاطئة. وذهب عضو المكتب السياسي حد التشكيك في شرعية انتخاب العماري على رأس جهة طنجة تطوان الحسيمة، إذ تساءل كيف يعقل أن يصبح منتخب، فشل في الحصول على أغلبية أصوات دائرة انتخابية محلية، رئيسا لجهة بأكملها، متهما أعضاء المكتب السياسي بالسعي إلى مناصب المسؤولية وأن غايتهم القصوى هي التموقع في القيادة.
وفي ما يشبه البرنامج المرشح للأمانة العامة عرض وهبي على أعضاء حزبه معالم الطريق إلى الحزب الذي سيرأس حكومة 2021 قوامه الديمقراطية الداخلية ومصارحة أعضاء الحزب بالحقيقة، متوعدا بإبعاد من يريدون احتكار المسؤوليات والمناصب وغلق أبوابها أمام عموم المغاربة. ولم تستثن نيران وهبي باقي الأحزاب إذ اعتبر أن مراهنة الدولة على التجمع الوطني للأحرار خاطئة، لأنه لا يتوفر على قيادة قادرة على مواجهة ثورة الفقراء، معتبرا أن الاقتصاد شيء والسياسة شيء آخر، في إشارة إلى أن حزب الحمامة ليس إلا تجمعا لرجال الأعمال. ويحاول وهبي إعادة سيناريو انتفاضة تركته وحيدا في المؤتمر الوطني السابق، لينسحب من سباق الأمانة العامة بعدما أن اعتبر في أرضية أطلقها قبيل المحطة التنظيمية المذكورة أن المجازفة الإيديولوجية صعبت مأمورية الحزب منذ انطلاقته الأولى، على اعتبار أنه جمع بين مفهومي الأصالة والمعاصرة» بما يحمله كل مفهوم من حمولة فكرية وتاريخية واجتماعية وسياسية، و»رغم التناظر الفكري لحركة لكل الديمقراطيين ورغم النقاش الذي ساد اجتماعاتها، فإنها لم تستطع أن تؤسس تصورا إيديولوجيا متكامل الأسس عند بداية انطلاقة الحزب».
ونسي وهبي أنه هاجم فكرة «البام»، قبل العودة إلى الدفاع المستميت عنها، إذ كتب في أرضيته أن الحزب أسس قبل وضع تصوره الإيديولوجي، بداعي حاجة سياسية ملحة، وأن مؤسسي الأصالة والمعاصرة استعملوه مجرد وسيلة وليست هدفا في حد ذاته، والدليل، في نظره على ذلك أن «البام» تبنى تقرير الخمسينية وتقرير توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة، بنوع من الاستهلاك الإعلامي أكثر من حل مشكلة معقدة جدا مرتبطة بالقدرة على الإبداع والتفكير والإلمام بالواقع وبالمرحلة السياسية.