سعيد رحم : المطرح الجماعي يدشن احتباس المدينة وفشل جماعتنا.
المطرح الجماعي يدشن مرة أخرى طقسه الدوري، ويلف المدينة بدخانه ورائحته..مطرحنا هو الأكثر حضورا في التعبير عن احتباس المدينة وفشل جماعتنا، وضمور الحس الحضري في تدبير المدينة..
لا أحد من أعضاء جماعة تيزنيت سيملك الجرأة لالتقاط صورة أمام المطرح الجماعي، أو يسارع الى نشر صوره في صفحة الجماعة، ذلك الطقس الأكثر اقتتالا عليه بين ملوك طوائف أغلبية الخليط الهجين الذي يدبر ( او بالأصح يُدبز) حال المدينة.
لحد الآن لا بلاغ لجماعة تيزنيت..لاتصريح ولا تفاعل مع نداءات استغاثات المواطنين باحياء عين الزرقاء والنخيل..كأن معاناتهم اليومية غير ذات أهمية أمام مبادرات فلكلورية يتم التسويق لها ..من قبيل تحويل مقبرة الرحمة الى مقبرة ايكولوجية، وكأن هذه المقبرة كانت فيما قبل مقبرة نووية وصناعية لتخصيب اليورنيوم، علما أن الحقيقية البيئية الثابته في المغرب ان المقابر هي الفضاء الوحيد الآمن من حيث تنوع غطائه النباتي، وكفضاء له حرمته الدينية وتبتعد عنه أيادي العبث الإنساني..
هناك شيء ما غير عادي في المدينة، وأينما وليت وجهك تلتقط فيه الارتجال وسوء التدبير، وكأن هناك إمعان في عقاب جماعي للمدينة ..فقطاع واسع من الساكنة يتقاسمون استياء جماعي حول واقع حال تيزنيت..ولانقاش حقيقي يساءل هذه التجربة الجماعية، ولا وضوح وتداول سلس للمعلومات حول العديد من الملفات، ومن بينها ملف المطرح الجماعي الذي توحي كل المؤشرات انه سيستمر طويلا في انتهاك حق الساكنة في هواء نظيف واطار عيش سليم وصحي..فهل نحن امام طي نهائي وفشل لمشروع المطرح الإقليمي وتعويضه بتأهيل المطرح الجماعي؟ وهل نحن بصدد اغلاق المطرح الجماعي التقليدي أم تأهيله أو استغلاله؟ وهل ستوافق على ذلك السلطات الوصية، لأن مسطرة الاستغلال لم تحترم جماعة تيزنيت إجراءاتها القانونية كما أسر لي أحد اعضاء الأغلبية المسيرة، والذي أكد على ارتكاب اخطاء قاتلة واكبها من موقع الاغلبية المسيرة، لم تتعلق بما سترفضه سلطات الوصاية فقط.. والتي سترفض الانتقال من التأهيل الى استغلال ملك جماعي دون دفتر تحملات، وصولا الى عدم القدرة على خوض إجراءات تفعيل مشروع المطرح الاقليمي، وتجاوز مأزق التدبير المفوض وتعويضه بالتدبير الذاتي..
خلاصة القول، ملف المطرح الإقليمي هو ملف كبير يلخص مأزق الخليط الذي يسير المدينة الآن..ملف اكبر من التجربة الحالية.. بل المدينة انتظاراتها كلها أكبر من الخليط المسير للجماعة..ولأننا توقعنا منذ بداية هذه التجربة الجماعية أن يتم تسير المدينة بعقلية الجمعيات…فكانت النتيجة انغماس كلي في اليومي وهوس بالانشطة الدورية والمبادرات المشتتة بدون حس استراتيجي وانكباب جدي على الملفات الكبرى للمدينة ..وهذا ماكان خمس سنوات من تدبير المدينة بخليط من افكار جمعية حي إحسانية وجمعية تعاون مدرسي..وهذا مبلغهم من العلم !