Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

سعيد رحم : أحكام تعلن عن نهاية تجارب إعلامية أصبحت جزء من الزمن الاجتماعي والسياسي لمدينة تيزنيت.

متابعة اتيگ ميديا.
بعد صدور أحكام الحجب على مواقع وصفحة إلكترونية بتيزنيت من قبل المحكمة الابتدائية بدعوة استعجالية من النيابة العامة بمبرر عدم ملائمتها للقانون 13-88 الخاص بمدير النشر والشروط الواجب التوفر فيه، واخر فقرات الحجب فانتضار جلسة مقبلة للنطق بالحكم على اخر مواقع تيزنيت، تفاعل الناشط المدني رحم مع ماوقع للمنابر الإعلامية ومآلها المؤساوي المحزن أمام إنظار السياسيين والمنتخبين دون أي تدخل مع العلم بالدور الذي قامت وتقوم به هذه المنابر في المحطات اللحظات التي عاشتها تيزنيت بحاضرتها ومداشرها ومساهمة الإعلام المحلي في التواصل وتنوير الرأي العام المحلي والوطني وها هو التفاعل الموسم بنبرة التشاؤم والحصة بما قع كما ورد في صفحة سعيد رحم :

“مشهد كئيب يعيش على ايقاعه الإعلام المحلي بتيزنيت في هذه اللحظات الفارقة من ارتدادات الزمن الحقوقي المغربي، ففيما يشبه تشييع جنائزي لتجارب إعلامية بصمت الساحة السياسية والثقافية والاجتماعية بمدينة تيزنيت وفي عمر يمتد لدى بعضها إلى عقدين من الزمن الإعلامي المواطناتي..وباسم قانون الملاءمة الذي أتى به الخلفي الوزير السابق في حكومة العدالة والتنمية ، قضت المحكمة الابتدائية بتزنيت بحجب 9 مواقع إلكترونية محلية بسبب وضعيتها غير الملائمة لمدونة الصحافة الجديدة .
فيوم الاربعاء الماضي 29 ابريل ،امرت المحكمة بتيزنيت بحجب 5 مواقع الكترونية وهي موقع تيزنيت نيوز ،موقع اخبار الجنوب ،موقع تافروات 24 ، موقع ماروك دايلي وموقع تربويات ..واليوم الاربعاء 6 ماي ، قضت ذات المحكمة بحجب “موقع تيزبريس ” ، و” موقع افني نيوز “..كما ينتظر النطق بالحكم الاسبوع القادم بخصوص موقع ” تيزنيت 37 ” و صفحة “سطاسيون 23″ ..
وبهذه الأحكام يتم إعلان نهاية تجارب إعلامية أصبحت جزء من الزمن الاجتماعي والسياسي لمدينة تيزنيت ، وفي مقدمتها موقع تيزبريس كأول موقع اليكتروني محلي كان في طليعة المواقع الاليكترونية الجهوية ، والذي حافظ لسنوات عديدة على موقع الريادة من حيث عدد زوراه على الصعيد الجهوي والوطني،..وهو ككل المواقع المحلية التي تم الحكم بحجبها من تيزنيت نيوز وتيزنيت 37 وتافروات 24 وأخبار الجنوب وماروك دايلي، كانت كلها وبدون استثناء الحاضنة الإعلامية لوجع المدينة، ونافذة الأقلام الحرة ، والصوت المعبر عن هموم الناس وتطلعاتهم، وديوان مظالمهم ..كانت هذه المواقع سلطة أخرى، ورقابة مدنية وشعبية ضد عنف الدولة وخروقات الإدارات وتجاوزات النافدين باسم المال والسلطة.
من يقول مثلا تيزبريس ، سيتذكر بكل تأكيد ملفات مافيا العقار وقضايا الأرض والرعي الجائر..ومن يقول أخبار الجنوب وتيزنيت 37 وتيزنيت نيوز وتافروات 24 ، سيتذكر المساءلة الاجتماعية للسياسات العمومية المحلية ولقضايا المدينة والبادية..ومن يتذكر كل هذه المواقع سيتذكر حتما الغطاء الإعلامي لكل الديناميات الاجتماعية بتيزنيت من 20 فبراير إلى معركة المحطة الحرارية وصولا إلى تردي الخدمات الاجتماعية بالمدينة ..هي باختصار ملاحم اعلامية فضحت غياب العدالة المجالية ، وجبن النخب الحزبية المحلية والتي ترفل في تعويضات وامتيازات المهام الانتدابية دون أن تترافع بجرأة عن هموم المدينة وباديتها..فكان الإعلام المحلي إعلاما بديلا عن هؤلاء الذين خذلوا المدينة.

غدا قد نستيقظ بدون هذه المواقع الاليكترونية المحلية المستقلة عن اللوبي المالي/ الحزبي، ولكن بكل تأكيد لن تعيش تيزنيت خارج الشرط الكوني، الذي اصبحت فيه المعلومة والخبر والصورة والكلمة تنتقل بسرعة الضوء رغم الحصار والتعتيم..و واهِم من يمد رجليه الآن منتشيا بنهاية هذه التجارب الإعلامية، لأن النهر يشق مجراه رغم انف المنع والحصار ..فإذا كانت تيزنيت في سنوات الرصاص لم تغب عن المشهد الإعلامي في المحرر والاتحاد الاشتراكي وبيان اليوم والعلم وأنوال مع أحمد ادواعراب و محمد اديحيا ومحمد دادسي والعشرات من الأسماء التي كانت تقاوم القمع بالأسماء المستعارة، فهي الآن في عصر الثورة الإعلامية والمعلوماتية لن تعجز أن تقاوم تكميم الأفواه..لأن اليوم كل الإمكانات متاحة ان نجعل من مدينة صغيرة مادة إعلامية في كبرى القنوات الفضائية، وخير مثال على ذلك تجربة التغطية الإعلامية ليوم الغضب في تيزنيت السنة الماضية حيث استطاعنا بتواصلنا مع الإعلام الوطني والدولي ان تكون تيزنيت موضوعا للنقاش في فرانس 24 ، وخبر في ازيد من 40 موقع اليكتروني على الصعيد الدولي، بالإضافة مئات التغطيات الصحفية على الصعيد الوطني ..
باختصار ..نتألم اننا سنفتقد تجارب إعلامية مهمة أصبحت جزء من الذاكرة الجماعية لتيزنيت ، ولكن بكل اعتزاز نحيي الأسماء الإعلامية التي لم تقايض استمراريتها باستقلاليتها ..ونحن على قناعة راسخة ان كل الأصدقاء ضحايا الحجب الإعلامي سيدشنون تجارب أخرى بنفس الجرأة والمصداقية وقيم المواطنة..فالمدينة التي كانت في السبعينات تخرج منها القصاصات الإخبارية من جبال تافروات نحو إذاعات المعارضة في الخارج ( في أوج الصراع المسلح بين عنف الدولة وعنف المعارضة )، لن تعجز عن صياغة مادة إعلامية في زمن الفايسبوك والثورة الإعلامية، لأنه بهاتف نقال يمكن أن نجعل من واقعة في أكرض أوضاض أو بونعمان أو بوييغد مادة إعلامية في لكم2 أو البي بي سي!”

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.