Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

رحم : تتويج نادي الأمل لكرة اليد ، بشارة أمل في هذه العتمة التي تلف المدينة.

لا أدّعي اهتمامي بلعبة كرة اليد، فبالكاد أتذكر بعض قواعدها وعدد لاعبيها، وحدود معرفتي بها لاتتجاوز ماعلق بذهني من مشاهد دروس التربية البدنيةوأنا تلميذ باعدادية الوحدة، وبهجة الرياضة المدرسية التي أجهضتها رياح التصحر التي غمرت حياتنا المدرسية..أما معرفتي بفريق أمل تيزنيت لكرة اليد فلاتتجاوز ايضا علاقة انسانية بشاب أنيق اسمه أنس مصدق، الذي يرأس ادارة رشيدة لفريق المدينة.

لقد كان  صعود فريق  المدينة الى القسم الوطني الممتاز حدثا رياضيا أنعش مدينة تجترح البؤس والخيبات..لأننا كنا في حاجة الى فرح جماعي، أو أي شيء من هذا القبيل ينعش الأمل فينا، ويبعد مشاهد جنائزية عن مدينة خذلها الجميع،  أبناؤها وساساتها، ومركزية دولة تصادر حقها في التنمية والعدالة المجالية.

هذا التتويج الكروي في كرة اليد، يمكن أن يكون بشارة أمل، أو كوة أمل في هذه العتمة التي تلف المدينة..درس رياضي يمكن تمريره بذكاء جماعي نحو الرأي العام والأغلبية الصامتة والمستقيلة من اي اهتمام بالشأن العام، أن المدينة يمكن ان تحقق الصعود كلما ابتعد عنها بارونات السياسة وتجار الانتخايات وسدنة الريع، وخرج فِتيتها من كهف الانتظارية القاتلة و التمرد على أدوار نمطية، تحصرهم في مجرد كومبارس لدى صناع بؤس المدينة، يحملون مباخرهم ويلمعون أحديتهم ..يمكن للمدينة الصعود في كرة القدم أيضا،  عندما يكفون عن قتل الأمل في “أمل تيزنيت” في كل سد، ويمكن لتيزنيت الصعود إلى القسم الممتاز في تدبير الشأن العام، في جماعة تيزنيت ومجلسها الاقليمي وكل جماعات باديتها، عندما تتوفر الإرادات المواطنة، وعندما نستلهم دروس فريق امل تيزنيت لكرة اليد..وأول درس، هو درس قيم التطوع، حتى تعود للسياسة معناها كخدمة عمومية نبيلة، وليس كوسيلة للترقي الاجتماعي والمهني..

بكل وضوح وبدون مواربة،  فريق كرة اليد ما كان له أن يحقق هذا الانتصار بدون أياد بيضاء ونظيفة، لأنها وحدها بمقدروها أن تصنع الانتصارات في الرياضة والسياسة والحياة..أتمنى ان تقرأ نخب المدينة هذا الانتصار بعين الحقيقة، لا بعين شريعة لغة إحتفالية مخاتلة..فقبل ان يكتبوا رسائل التهاني،  عليهم أن يلتقطوا أولا اشارات هذا الانتصار، وكيف انتزع فتية آمنوا بتيزنيت هذا التتويج والصعود، رغم قلة الإمكانات وضعف الدعم العمومي..فلكي نصدق رسائل المجالس المنتخبة  والأحزاب والمؤسسات العمومية، يلزمها أولا أن تُكتب بمداد المواطنة والانتصار للمدينة وهمومها وقضاياها، وأن تمد الأيادي بإخلاص لانتشال المدينة من هذا الإحباط الجماعي الذي يطوقها، بنفس الإرادة التي استطاعت أيادي أنس ورفاقه ان ترفع كرة اليد الى القسم الوطني الممتاز.

صعود فريق امل تيزنيت لكرة اليد ، قصة نجاح  في سياق محلي فاشل،قصة نجاح لم تكتبها كفاءات الدوباج الحزبي، ولكن كتبتها كفاءات حقيقة مشبعة بقيم التطوع والمواطنة وحب المدينة..

ذ .سعيد رحم

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.