Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

ذكرى عيد المولد النبوي.

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين أكادير ،شتنبر ,2023. من العاهات الفكرية الغارقة في الطوباوية إصرار مجتمعاتنا الإسلامية على إثارة الجدل سنويا بمناسبة المولد النبوي الشريف ، بين مؤيد للاحتفال به وبين معارض بدعوة ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يحتفل به .
نقاش يتكرر سنويا بنفس الطريقة ، وبنفس الاتجاهات ، ولا شيئ تغير ، فالدول التي تحتفل به جعلت منه عطلة رسمية ، و وكالات الأسفار جعلت منه مناسبة لتنظيم رحلات عمرة ، ومواسيم دينية جعلت من تاريخ المولد النبوي موعدا لإنعقادها ، والتجار في الاسواق العامة وجهت المشتريات لمنتجات مرتبطة بالمناسبة للترويج للسلع .
أسر تصل الرحم عبر تنظيم الولائم و ليالي الذكر “السلكة”, و آخرون يعقدون القران للزواج او الختان ، و منهم من يصوم تبركا باليوم الكريم المبارك .
مهرجانات للمديح و السماع و حناجر تبدع قصائد خالدة في مدح خير البرية ، و جيل جديد يبدع في قصائد جديدة و على انغام وايقاعات جديدة .
الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم النبيئين ،وجب الإحتفاء به و بذكراه و بسيرته في كل وقت ومكان ، و العارفون بعلم السيرة يدركون أن الرسول الكريم يمكن حصر خصاله في أمرين عامين ،اولهما تبليغ الوحي عبر كتاب الله وآياته البينات وشرحها عند الضرورة ، ثم مكارم الاخلاق ،
الرسول صلى الله عليه وسلم يدعونا ان نعتقد بالوحي المنزل عليه ،وان نكون مثله ونحدو حدوه في مكارم الاخلاق حتى يتحقق التكامل المرغوب بين العبادات والمعاملات.
اما دون ذلك فهو تشبه بالرسول في الملبس و الشعر و الحياة العادية وهذا في تقديري ليس من الإسلام في شيئ ،اللهم من يغربل بالانتقاء ليأخد ما يتوافق مع هذا العصر و يترك ما ينتسب الى العصور الغابرة .
فرشة الأسنان اليوم برغوة السواك تغني عن السواك ، فلا معنى لرجل يجالس الناس في مجلس هم يتحدثون وهو يحمل سواكا بربع متر يحك به أسنانه بلا وازع إحترام أدب المجالس .
اللباس اليوم من جلباب مغربي او ىدلة رياضية او مهنية تغني عن لباس قريش الذي لا يمت للثقافة المغربية بشيئ ويقول أصحابه انهم يقتدون بالرسول صلى الله عليه وسلم!!
عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ،رافقه في هجرته الكثيرون حتى ممن لم يناصروه في مكة ضد بطش قريش ، وهنا يقول ﷺ: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى،
ثم قال ﷺ: فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه.
هذا في تقديري ما يسري على المولد النبوي الشريف ،هو مناسبة وذكرى كل لما هجر إليها .
إفرحوا ،وازدادوا فرحا بخير البرية ،
فهل تعتبرون ؟

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.