د.المهدي شبو:الدين النصيحة

تصلنا بين الفينة والأخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، منشورات لمعارف وأصدقاء يقتسمون على جداريات صفحاتهم صور لهم في المشاعر المقدسة يطوفون بالبيت العتيق أو يؤدون مناسكهم بالإحرام ، والكثير من هؤلاء قد يفعلون ذلك عن حسن نية ، لكن وجب تنبيههم إلى ما في هذا الفعل من شبهة الرياء والسمعة ، والرياء حسب تعريف علمائنا الأجلاء هو العمل لرؤية الناس ، أما السمعة فهي العمل لأجل سماعهم ، و الرياء والسمعة من محبطات الأفعال والعياد بالله ؛ فقد روي عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه قال ” ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال فقال الصحابة رضي الله عنهم: بلى يارسول الله فقال: الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل “.
حين تتحدث إلى هؤلاء يجادلونك بأن ما يقومون به مجرد إشراك للأهل والأصدقاء في هذه اللحظات الروحية ، لكن وجب تنبيههم مرة أخرى إلى أن شد الرحال إلى هذه المشاعر المقدسة حمل دوما هذه الشبهة ، أو لم يقف الرسول صلى الله عليه وسلم في الميقات في حجة الوداع مناجيا ربه ” اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة ” ، وإذا خشيها المعصوم وهو يؤدي فريضة العمر ، فكيف بك وأنت من أنت وتؤدي عبادة تطوعية كالعمرة .
قد يعتبر البعض هذا المنشور نوعا من الوعظ لايخلو بدوره من الرياء ، لكني أدرجه ضمن الحديث الذي أخرجه مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الدين النصيحة ، قلنا ﻟﻤﻦ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ، ﻗﺎﻝ : ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﺘﺎﺑﻪ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﻢ .”