Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

" حمادي " يستقبل عيد الاضحى بأمعاء خاوية احتجاجاً على مسؤولي المدينة .

متابعة أتيك ميديا 

دخل محمد جعا الملقب ب ” حمادي ” منذ صباح اليوم الاثنين 20 غشت الجاري ، في إضراب مفتوح عن الطعام من أمام مقر باشوية جماعة تيزنيت  ، احتجاجا على حقه في التشغيل والعيش الكريم .

وقد نشر محمد جعا على صفحته الخاصة على الفيسبوك ، رسالة الى المسؤولين بتيزنيت، وحددهم بالاسم ويتعلق الامر ب ، عامل اقليم تيزنيت ، باشا المدينة ، رئيس جماعة تيزنيت ،و “المسؤولين في المدينة الذين خذلوني كل واحد في موقعه “.

وقال جعا في رسالته ” انتظرت تفعيل وعودكم اشهراً ، و لم تفوا ، تسببتم في سجني و تشريدي ، دمرتم مستقبلي ، و لم تكونوا يوماً مسؤولين و مهتمين بإنصافي.. 
و أمام هذا التجاهل ، لم أعد أملك صبراً لمزيد من الانتظار ، و انا الفقير المهمش الجائع ، الذي حرمتوه من كرامته في الشغل ، و منعتوا عنه الوجبات الثلاث في اليوم ، و ابعدتوه من دفء حضن الأسرة و العائلة بتجاهلكم و لامبالاتكم و مزايداتكم على المهمشين و الفقراء في هذه المدينة ..”
وأضاف محمد جعا ” لم تعد لأيامي معنى ، و أعيادي كأيامي لا لون لها ، لم يعد لدي ما أخسر ، و سأستمر في نضالي من أجل حقي في الشغل و العيش الكريم ، و أعلن للرأي العام المحلي و الوطني ما يلي :
عزمي على مواصلة النضال و الاضراب عن الطعام حتى تحقيق كل مطالبي المشروعة في الشغل و العيش الكريم ، بشعار واحد : ” الموت و لا المذلة ” ..”


من هو محمد جعا ” الملقب  ب ” حمادي ” 

عاش ” حمادي ” طفولة صعبة بايت اعميرة ــ اشتوكن ــ ، بدأت بطلاق والديه في عمر السنتين ، قبل ان يغادره أباه الى دار البقاء في عمر الأربع سنوات ، ليعيش في حضن جدته يتيماً و متخلى عنه ،، الى أن قرر في عمر العشر سنوات الهرب طفلاً من المنزل و ترك مقاعد الدراسة ليصير خادماً بأحد المقاهي في طانطان ..

” حمادي ” الذي يبلغ اليوم 23 سنة ، لم يجرب في حياته طعم الراحة و اللعب ، لم يدحرج كرة و لم يذق فرحة الأعياد و المناسبات ،، إمتهن منذ نعومة أظافره مختلف المهن ، فبعد اشتغاله لوقت غير يسير في المقاهي و المحلبات بطانطان كخادم ، انتقل للميناء حيث اشتغل مساعداً للبحارة و لباعة السمك ، قبل أن يمتهن حرفة البناء ،، الحرفة التي حملته لتيزنيت قبل خمسة سنوات ، قبل التحول من حرفة الى حرفة كمياوم و طالب امعاشو ، ليستقر في الأخير على قرار دفع العربة اليدوية و إمتهان البيع بالتجوال منذ سنة ..

” حمادي ” في رحلته من الحياة التي بدأها باكراً كمعيل لنفسه ، لا يريد منها الا لقمة عيش دائمة ، و مكان آمن .. فهو كزملائه الفراشة ليس أمامه خيارات كثيرة لتحسين مستواه المعيشي و الاقتصادي ، وضعيته الصعبة كان يعتبر فيها نفسه على الدوام ، غير محسوب على الأحياء بل فقط منتظراً للموت ..

رغم التشاؤمية و العدمية الساخرة ل ” حمادي ” التي تلازمه أينما حل و ارتحل ، فقد كان يحتفظ لنفسه بأسرار قليلة و أحلام صغيرة، يشاركها مع أصدقائه .. كان على الدوام يخبرهم أنه لا يحلم الا بأن يعيش بشكل طبيعي كغرار الناس ، أن يكون له منزل دافيء و أسرة صغيرة ، ويعود الى منزله بعد دوام و مشقة العمل ، ليجد هناك من ينتظره بكأس شاي ..
” حمادي ” الذي ضاعت منه طفولته مبكراً ، و بأحلامه البسيطة ، كان يعقد كل آماله على العربة ، العربة المجرورة التي لا تروق للمجالس و المنتخبون و السلطات و يعتبرونها وباء العصر .. ” حمادي ” الذي لم يكن يتوقع يوماً أن يصير بعربته منبوذاً و عدواً للجميع ، و ” مجرماً ” يقضي عقوبة حبسية بتهم لا يعي ما تعنيه بالضبط ، و هو الذي لم يُرد يوماً الا أن ” يعيش ” ، و لا يحمل في قلبه الا حلماً بسيطاً ..
حمادي ، بنظرات مليئة بالألم و الحسرة ، و بقلب مليء بالجروح و الكسور ، لم يكن يعتقد أن تصير عربة أحلامه البسيطة …. ” أداةً للجريمة ” …!!

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.