حضور التجربة التدبيرية للواحات لجمعية “أنبدور وأمي نتيزغت” بالمؤتمر الدولي للواحات ونخيل التمر بوارزازات.
كان ذلك خلال هذا المؤتمر الدولي المنظم أيام 29 و30 ماي 2023 تحت شعار ” جميعا من أجل استدامة وتكيف المنظومة الواحية “، حيث أشرف طلبة من جامعات أمريكية مختلفة على عرض بحوثهم بعد الزيارات الميدانية التي قامو بها بمساعدة فريق من الجمعية حول عدد من مواضيع مختلفة منها الجانب الأنطربولوجي والتنموي والبيئي في مناطق بسوس وجنوب المغرب. بحيث أشرفت الباحثتين عن منضمة Folbright كل من Emily Hayce-Rich من جامعة New Mexico وجامعة Verginia و Jami Fico على تقاسم الخبرات والتجارب الميدانية والمعارف المحصلة خلال جولاتهم بمناطق سوس وجنوب المغرب .
ويذكر أنه على الرغم من العديد من المزايا الواضحة التي تميز الواحات بالجنوب المغربي ، الا أنها تواجه إكراهات عدة. إذ يواجه توازن النظام الإيكولوجي للواحة مجموعة من العوامل والعناصر المزعزعة لاستقراره ومنها : استغلال مفرط للموارد الطبيعية وجفاف مستمر وتوسع قوي للتجمعات الحضرية على الأراضي المزروعة وتأثيرات متزايدة لتغير المناخ وتعرية جينية حيوانية ونباتية وترسب وزحف الرمال وتملح التربة، مما يؤدي إلى التصحر.
وفيما يتعلق بالنخيل المثمر ورغم تكيفه مع الظروف المناخية في الواحات، فإنه يواجه تحديات وتهديدات كثيرة ويضعف بسبب الجفاف المتكرر (الأمراض الفطرية والآفات وتملح في التربة…). وبالتالي فإن الواحات معرضة لخطر حقيقي من شأنه كسر التوازن بها وله نتائج سلبية على استمراريتها واستدامتها، وخطر اختفائها أمام ندرة مصادر المياه وتصاعد التصحر.
وبما أن الجهود الواضحة في مجال البحث العلمي والتقني تستحق المتابعة والتعزيز من أجل إيجاد أجهزة الحماية والحلول المبتكرة والأكثر ملاءمة لتجاوز هذه الإكراهات.
وأمام هذه الإكراهات، التي تتفاقم بسبب تأثيرات التغير المناخي، يتبين أنه من الضروري التعامل مع تعقيد إشكالية التنمية بالواحات عبر مقاربة تتسم بالانفتاح وتبادل الخبرات بين جميع الأطراف المعنية بمجال الواحات في مختلف البلدان.
من المؤكد أنه تم بذل جهود هنا وهناك، ونجحت برامج البحث في تحقيق نتائج مختلفة مهمة. إلا أن هذا التعقيد يتطلب تفكيرًا عميقًا، متعدد المؤسسات ومتعدد القطاعات، لاقتراح خيارات تسيير مندمجة ومستدامة لهذه المجالات.
وانطلاقا مما سلف وإدراكًا للدور الاستراتيجي الذي تلعبه الواحات في المناطق القاحلة بالعالم، فإننا جميعا مطالبون بالاشتغلال جنبا الى جنب على تحقيق ألاهداف التالية:
1- وضع تقييم للمعارف المكتسبة في مجال تنمية مناطق الواحات وتحليل المميزات والإكراهات الرئيسية لنظام الواحات وكذلك آليات الدعم لتنميتها المستدامة؛
2- التبادل حول الفرص والإمكانيات المتاحة للتنمية الفلاحية المندمجة، بما في ذلك سلسلة نخيل التمر والإكراهات المرتبطة بها؛
3-تبادل المعلومات والخبرات بين الفاعليين بهدف تعزيز الشراكات والتعاون العلمي من أجل وضع نماذج مستدامة للتسيير التقني والاقتصادي للأنظمة الواحات .
4-تعزيز الآليات المناسبة للمعرفة والحفاظ على استدامة النظم الإيكولوجية للواحات .
لذا، فإن المزيد من الاهتمام والتفاني من الطلاب الباحثين والمجتمع المدني سيساهم في إغناء النقاش العمومي حول مستقبل الواحات وتعزيز التنمية المستدامة والاستدامة في المناطق الواحية.