تيزنيت: وفاة المناضل ابن سيدي بوالفضايل الحاج محمد بودربال (تعزية ونبدة عن تاريخ المرحوم)

بقلم الحسن المنقوش

تلقيت بعميق الأسى والتأثر نبأ وفاة الحاج محمد بودربال صباح يومه 15/12/2022 بمسقط رأسه بسيدي بوالفضايل بإقليم تيزنيت، عن عمر يناهز 90 سنة.

ولد المرحوم في فاتح يوليوز 1932 بدوار سيدي بولفضايل بجماعة أربعاء الساحل.

في سنة 1935 التحق بالمدرسة القرآنية بمسقط رأسه بدوار سيدي بولفضايل إلى حدود سنة 1939، حيث أتم حفظ القران كاملا ليلتحق في نفس السنة بالمدرسة الفرنسية بمركز ميراللفت.

وفي سنة 1942 حصل على الشهادة الابتدائية ليعود إلى المدرسة القرآنية العتيقة سيدي وكاك بأكلو لإتمام دراسته في العلوم القرآنية والدينية… والتي بدأها في المدرسة القرآنية بسيدي بولفضايل حيث تحصل بها على مجموعة من المثون الشرعية .

في سنة 1945 انتقل إلى مدرسة قرآنية جديدة بتنالت أدرار.

في سنة 1948 أنهى محمد بودربال دراسته القرآنية ليعود إلى مسقط رأسه بسيدي بو الفضايل ليشتغل بعد ذلك في قطاع الصيد البحري، ثم قضى سنوات في العمل في هذا القطاع بأكادير … واشتغل مع رب عمل برتغالي في قارب يسمى “سات مارسال sate marsal” والبور دوليز porte dolize إلى حدود سنة 1952 .

وفي سنة 1950 انخرط في الحزب الشيوعي المغربي.

وابتداء من سنة 1953، انتقل في تجربة أخرى في حياته المهنية خارج المغرب، حيث اشتغل كبحار في ميناء بوردو الفرنسي إلى حدود 1954 لينتقل بعد ذلك إلى شمال فرنسا وبالتحديد مدينة ليل الفرنسية وعمل في القطاع المنجمي إلى نهاية سنة 1959.

ثم عاد مجددا في سنة 1959 إلى المغرب ليشتغل في مدينة مكناس بأحد المناجم بجبل عوام مريرت، إلى غاية سنة 1970 . وحينها تولى رئاسة المكتب النقابي للاتحاد المغربي للشغل بالمناجم بإقليم مكناس من 1960 إلى 1970.

وفي سنة 1970 انتقل إلى سد يوسف ابن تاشفين كرئيس للأشغال وكمشرف على العاملين في مشروع بناء السد لمدة 3 سنوات إلى حدود 1973.

وبعدها، عاد مرة أخرى إلى فرنسا ، وفي سنة 1978، اجتاز امتحان سياقة بواخر الرحلات البحرية المزودة بالمحركات بنجاح (صنف ” أ ” و ”ب“.كما اشتغل نهاية السبعينات من القرن العشرين كسائق للحافلات بفرنسا.

وما بين سنوات 1973 و 1979، كان مسؤولا نقابيا … في مناجم الشمال الفرنسي … كما قضى أغلب سنوات العمل بمعامل السيارات كنقابي متفرغ للنشاط النقابي.

وعمل كمرشد في معمل citroen لتركيب السيارات في مجال التكوين المهني، ثم اشتغل بعدها في معمل رونو Renault في مجال تركيب أجزاء السيارات إلى حدود سنة 1983، حيث عاد بعد ذلك إلى المغرب لينخرط في تجربة جديدة كفاعل جمعوي وكناشط في العمل السياسي والحزبي والنقابي وفي المجال التعاوني. حيث انتخب بداية كمستشار جماعي في المجلس القروي لجماعة أربعاء الساحل باسم حزب التقدم والاشتراكية ل 3 فترات متتالية. كما انتخب عضوا بالمجلس الإقليمي لتيزنيت وعضوا في غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى بأكادير لفترات عديدة.

وكان عضوا مؤسسا ورئيسا لجمعية جلب سيدي بوالفضايل ولتعاونية جلب للصيد البحري التقليدي بسيدي بولفضايل، التي انتخب رئيسا لها منذ سنة 2001 إلى غاية 2010، ثم انتخب مجددا في نفس المنصب في سنة 2014. وكان من المساهمين الأساسيين في متابعة أشغال تهيئة مرفأ جلب سيدي بوالفضايل واستكمال بنياته التحتية الأساسية… كما دعم إحداث تعاونية نسوية تدعى” تكري“ لاستغلال فواكه البحر بسيدي بوالفضايل.

وفي المدة الأخيرة، اضطره المرض لملازمة بيته بسيدي بوالفضايل، إلى أن استعاد رب العالمين أمانته.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح الجنان، ورزق أهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.