Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

تيزنيت : انهيار الوحدة في صفوف الأحرار بجماعة وجان … مسؤولية من؟

بقلم عبدالله بنعيسى

التوترات التي شهدتها جماعة وجان بإقليم تبزنيت، والتي تعاظمت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة بين أعضاء الجماعة المنتمين جميعهم لحزب التجمع الوطني للأحرار، تثير العديد من التساؤلات حول القدرة التنظيمية والسياسية لحزب يزعم أنه قادر على قيادة البلاد نحو التنمية والتقدم.
إن انتماء جميع أعضاء الجماعة للحزب ذاته كان من المفترض أن يكون عنصرًا موحدًا يعزز التعاون والتكامل بينهم، ولكن الواقع الحالي يعكس العكس تمامًا، حيث تزايدت الخلافات والصراعات إلى درجة أصبحت تشكل تهديدًا لاستقرار الجماعة وأداء مهامها.
مهام المنسق الإقليمي للحزب : نظرة معمقة

لكي نفهم الأسباب الكامنة وراء هذه التوترات، يجب أولاً أن نتعمق في مهام المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار. فمن الناحية النظرية، يُعتبر المنسق الإقليمي الشخص المسؤول عن ضمان التماسك الداخلي للحزب على مستوى الإقليم، وهو من يُفترض أن يُشرف على تنفيذ السياسات الوطنية للحزب محليًا. وتشمل مهامه التنسيق بين مختلف الفروع المحلية، والتواصل المستمر مع الأعضاء لحل أية مشاكل قد تنشأ، والتأكد من أن الحزب يعمل ككتلة واحدة متماسكة.
– التنسيق بين الفروع : المنسق الإقليمي يُعد همزة الوصل بين القيادة الوطنية والفروع المحلية، ومن مهامه الأساسية ضمان انسجام الأعضاء المحليين مع التوجهات العامة للحزب. إذا كان التنسيق ضعيفًا أو غائبًا، فإن ذلك يفتح الباب أمام ظهور الانقسامات والصراعات الداخلية.
– التواصل مع الأعضاء : أحد أهم أدوار المنسق الإقليمي هو الحفاظ على قنوات تواصل مفتوحة وفعالة مع جميع أعضاء الحزب في الإقليم. التواصل المفتوح يساعد على حل المشاكل قبل أن تتفاقم، ويضمن أن جميع الأعضاء يشعرون بأن صوتهم مسموع وأن مشكلاتهم تُؤخذ على محمل الجد.
– تنفيذ السياسات الحزبية : يجب على المنسق الإقليمي أن يضمن تنفيذ السياسات التي تضعها القيادة الوطنية للحزب بشكل فعال على المستوى المحلي. وإذا فشل في ذلك، فإن النتيجة تكون انتشار الفوضى وعدم الالتزام بالخطوط العامة للحزب.
– إدارة الحملات الانتخابية : المنسق الإقليمي يُعد أيضًا المسؤول عن تنظيم الحملات الانتخابية على مستوى الإقليم. يجب أن يحرص على أن تكون الحملات منسجمة مع الرسالة الوطنية للحزب، وأن تعكس احتياجات وتطلعات الناخبين المحليين.
المهارات المطلوبة لحل النزاعات
من المعروف أن العمل السياسي، وخاصة في إطار حزبي، يتطلب مهارات شخصية عالية من القادة والمسؤولين. فحل النزاعات داخل الحزب لا يعتمد فقط على القوة التنظيمية، بل يتطلب مجموعة من المهارات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المنسق الإقليمي :
– الجرأة والشفافية: القائد الفعّال هو من يملك الجرأة لاتخاذ القرارات الصعبة والتي قد لا تحظى بشعبية، ولكنه يفعل ذلك بناءً على الشفافية والمصداقية. إذا غابت الشفافية، فإن الشكوك وعدم الثقة تتسرب بين الأعضاء، مما يزيد من حدة الخلافات.
– الوساطة : يجب أن يتمتع المنسق الإقليمي بقدرة عالية على العمل كوسيط محايد بين الأطراف المتنازعة. الوساطة تتطلب منه الاستماع بعناية لجميع الأطراف المعنية، ومحاولة فهم جذور المشاكل والتوترات، ثم العمل على إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف بقدر الإمكان.
– التواصل الفعّال: التواصل الجيد لا يعني فقط القدرة على التحدث، بل القدرة على الاستماع وفهم مشاعر ومواقف الآخرين. المنسق الإقليمي الفعّال هو من يستطيع تشجيع الأعضاء على التعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم بشكل مفتوح، والعمل على معالجة تلك المخاوف بروح إيجابية.
– التفاوض : عندما تفشل الوساطة، يأتي دور التفاوض. يجب أن يكون المنسق الإقليمي قادرًا على التفاوض بفعالية لتحقيق حلول وسطى تُرضي جميع الأطراف المتنازعة، مع تجنب فرض الحلول بالقوة.
أسباب فشل المنسق الإقليمي في حل الخلافات
بالرغم من المهام والمهارات المطلوبة للمنسق الإقليمي، يبدو أن، المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم تبزنيت، قد فشل في القيام بدوره بالشكل المطلوب. هذا الفشل قد يكون ناتجًا عن عدة عوامل:

1. ضعف التنسيق : من الممكن أن يكون هناك ضعف في التنسيق بينه وبين أعضاء الجماعة، مما أدى إلى تصاعد الخلافات وعدم التوصل إلى حلول توافقية.
2. غياب الشفافية : إذا كان المنسق لا يعتمد الشفافية في تعامله مع الأعضاء، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان الثقة وازدياد الانقسامات.
3. التردد في اتخاذ القرارات : في بعض الأحيان، يكون التردد في اتخاذ القرارات الحاسمة سببًا رئيسيًا في تفاقم المشاكل، حيث تبقى القضايا معلقة دون حلول واضحة.
4. عدم القدرة على الوساطة : قد يفتقر المنسق إلى المهارات الضرورية للقيام بدور الوسيط المحايد، مما يؤدي إلى عدم قدرة الأطراف المتنازعة على التوصل إلى تسويات.
5. التعامل غير المحايد : إذا كان المنسق يُظهر تحيزًا لأحد الأطراف على حساب الآخر، فإن ذلك يعمق الخلافات ويعزز الشعور بالظلم بين الأعضاء.
الأوضاع الحالية في جماعة وجان تمثل تحديًا حقيقيًا لحزب التجمع الوطني للأحرار على المستوى المحلي، وتكشف عن ضعف في القيادة والتنسيق بين أعضاء الحزب.
هذا الوضع يستدعي تدخلًا عاجلاً من القيادة الجهوية والوطنية للحزب لإعادة ترتيب البيت الداخلي وضمان وحدة الصف داخل الجماعة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.