توزيع مجالي عادل للثروة أم توزيع ظالم للفساد !
بقلم : عبد القادر العفسي
ما هو المستقبل الذي نريد ؟ و ما هي الصورة لهذا المستقبل الذي نبحث عنه ؟ الكل يدرك أن مجالنا الكبير المملكة المغربية و مجالنا بإقليم العرائش هو رمادي تملئه قيم الزيف و الفروق الاجتماعية و الحواجز و الجهل بالإنسانية و المصلحة الخاصة تسيطر عليه قوى منظمة غير منسجمة مع تعبير و طموح هذه الأمة بل و صلت نهب كل المقدرات و البرامج ( تنمية الواحات ، وكالات الشمال و الوسط و الشرق و الجنوب ، صناديق ، المبادرات …) ، إن هذا الحاضر الذي نعانيه من الظلم و المعاناة هل هو نتاج للنفسية المتخاذلة الفارغة من الإيمان بالوطن و القيم أم أن الفساد له مجالات و أمكنة أكثر جحودا و إنكار نسجت مصالحها بخيوط التفكيك و تجزئة المواطن بإمكانيات الدولة و تشحن التناقض و تغدي الأخطار بأثمنة نضال الماضي للشعب المغربي و تستثمر الجامع للأمة للابتزاز محاولة القضاء على كل تفكير إيجابي مثمر لصالح البلاد !
إن التساؤلات هده يجب التعامل معها و تعميق التفكير بها لأنها أكبر من مجلس نخبوي بالرباط مُعين في مكاتب مُكيفة يقدم اقتراحات نخبوية تخدم طبقات سياسية وإدارية واقتصادية قريبة من القرار و من يتحكمون به من وراء ستار ، إننا هنا نكشف الزيف بكلمات مُختصرة مُكثفة و لا نقطع الأمل في التفاؤل الذي هو الحق الوحيد الذي نتمتع به بهذا البلد و الذي نزعم أن استمرارية الضغط و زيادته بتعبير رفض الواقع الأسود لأنه الركح الوحيد الذي يمكن فيه توصيف الأزمة خاصة لمن لازال معلقا مغناطيسه في شبه الدولة ومن يدور في أفلاكها و أراضيها الواسعة و مجالات التمكن لصالحها ، لأن هذه المحاذر لا تحتاج إلى ذكاء اصطناعي أو إلى أمور غيبية لاهوتية أو إلى قواميس خاصة بالاستلاب و لا إلى التاريخ، بل يمكن لنا ملامستها من حالات التيه و الشعور و التعبيرات الجمعية المتذمرة الحزينة المتألمة مقابل تخمة السلطة و قوة القهر بأدواتها السياسية و روافدهم…مع الإدراك أن المستوى الأعلى هو أضيق من مجالنا كمواطنين لأننا نشكل التعبير عن الألم و الاغتراب و انعدام الأفق و أن كل التقارير المقدمة هي زائفة تخادمية بين المركب الفاسد و الوسائط الأخرى ، لهذا نلمس تراجع التشخيص الموضوعي و الحلول الواقعية .
أيا كان الحال كلنا على علم أننا لا نبحث عن الجدوى في مجال اللاجدوى لكن نحن في معركة ، بالإضافة إلى الأشياء الثمينة التي ندافع عنها من وحدة الأراضي و استرجاعها، فمعركتنا الأولى هي نظرتنا للحياة ضد العبثية و عوارض انعدام القيم ولا يجب تلكأ في التعبير عن الأخطاء ليس بمنطق المواربة أو التظلم أو التشكي أو التستر بعناوين جوفاء بل نستعين بالإمكان المتاح لتحقيق الجزء و الرهان على الحاضر وسيلة للمستقبل لمجابهة المكابرة و السكون و العقلية الجامدة الانتهازية بالدولة و أدواتهم الرخيصة … لأن قضيتنا هي قضية حية ، قضية الحياة و البقاء باعتبارها غاية الغايات رغم التجربة القاسية و لن يدرك أحد ألمنا و مكمنه غيرنا نحن المواطنين العاديين لارتباطنا بالحاضر والماضي الذي لا ينفصل عن المستقبل المليء بالروح و الإيمان…
و لتنزيل هذا يمكن أن نتعرض لبعض الأسئلة في مجالنا الجغرافي إقليم العرائش كنموذج لتقريب الحاجيات و القسوة و النكبات لنترجم التشويش و التزييف و العراقيل و الظلم الموضوعة في طريق الإنسان بهذه الجغرافية ، و هذه التساؤلات تمثل فقط وجه من أوجه عديدة التي تعري الأباطيل و الادعاءات و التقارير المقلوبة ! بالتالي نضع هذه الأسئلة للمعين بظهير في طريقه للإجابة عنها المخول دستوريا و آمرا بالصرف و مثمن بالمباشر و بالوكالة لصناعة خرائط سياسية , أمنية ، اقتصادية … للإجابة عنها:
_ما طرأ على الفنيدق بسبتة المحتلة من تجاوب تحريض الجغرافية الموروثة عن الاستعمار كحق عقيدتها الوطنية لاستمرارية نخبها العسكريتاريا الوظيفية للبقاء ، لكن ما أظهره من قبول من طرف الشباب و القاصرين ألا يُعد تعبير صارخ عن فشل بل عجز المقاربات المعمول بها و المأمول منها ..أن تُقدم إجابات ترفع الأمل لدى الشباب المغربي الذي أضحى لا يرى النور في آخر النفق و من ضمنها هذه الجغرافيا سوءا في ترجمة الخطابات المتعالية و المشاريع الفضائية التي تعلنها الدولة المنعكسة على كوكب آخر أو المبادرات الجهوية المهربة أو الإقليمية المدحرجة ؟
_أيها السيد المُعين بظهير أليس الأموال الموجهة هي للإجابة عن انشغالات المواطنين و هدم التفاوتات المجالية و محاربة الهشاشة بالإقليم أصبحت أدوات للاغتناء غير المشروع ممن تسرولوا بملابس الحملان و تلبسوا لبس السياسة لا لخدمة الوطن و إنما لخدمة أنفسهم و الحاشية التي تدور في فلكهم ؟فما موقف الدولة من كل هذا ؟ فإذا لم نعتبر مما تقدم من أحداث في أبواب سبتة هو مؤشر فاقع على أن القادم أفضع …! الخطر كل الخطر أن أهداف السياسات العمومية في اتجاه و الحصيلة المنتظرة منها في منحى آخر وهو الأمر الذي يزيد من حدة الاحتقان و قتل المستقبل و الحاضر و كفر بالتاريخ و قتل الطموح لكل شاب أو قاصر لا زال متمسك أو يحلم بالأمل بمقدسات الوطن !
_أليس الهدف من التنمية هو تنمية الإنسان أم إقامة توازنات سياسية جديدة تخدم فصيل داخل الدولة للتحكم في الخرائط الانتخابية ؟ أم نحن فقط نلوم الكائن السياسي وحده و نغض الطرف عن الفاعل الحقيقي الذي يمتلك السلطة الفعلية ؟ ففي كثير من المشاريع المهيكلة و ذات البعد الاستراتيجي يبقى الفاعل السياسي تابع بل له القابلية للتبعية لنفخ الأوداج و مشجب لتعليق الفشل أم من يمتلك زمام الأمور و الآمر بالصرف هي المؤسسة العاملية خاصة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ؟
_أيها المعين بظهير هل فعلا المجال الترابي لمدينة العرائش و بعض الجماعات لا تحتاج دعما ؟ بالمقارنة مجاليا كم عدد الجمعيات والأفراد المستفادة تابعة لكيان سياسي ساذج ؟ و السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الحصيلة التي خلقتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الإنسان بالإقليم مقارنة بالحجم الأرصدة المالية المرصودة ؟ و هل هذه الأغلفة المالية انعكست بشكل حقيقي ملموس أم هي خاضعة للتأثير لوبي إداري سياسي على مجال الإقليم ؟ أم أن شحن الصناديق السوداء هي دافع و تكسب الشرعية و تمنح صلاحية العبث ؟
_أيها المعين بظهير كيف لمبادرة ملكية خصصت لها ملاين الدراهم للإجابة على إشكالات اقتصادية يتخبط فيها المجال الترابي للإقليم بمنطق المحاصصة و الولاءات السياسية ؟ حتى لو كان هذا الطرح صائبا فما هو انعكاسه على أرض الواقع والتي تشير كل المؤشرات أن الأمور ثابتة و حركة الزمن متوقفة و الهدم مستمر ؟
_أيها المعين بظهير كيف تؤشر بأن يتم الترويج لعفو ملكي في إطار المصالحة مع مجال جغرافي من هذا الوطن عنى الأمرين و كل أشكال الحلب و السلب عبر سنوات من ابتزاز بعض السياسيين و أعوان السلطة و الأجهزة الأمنية …لصغار الفلاحين البسطاء للقنب الهندي بالإقليم بعيدا عن سيادة القانون على أنه إنجاز سياسي لبعض الكائنات السياسية الهزيلة ؟ و على ذكر السياسية أين السيد ” نزار بركة ” و العهود و الالتزامات التي قطعها للساكنة و المرافعة لصالح هذا الإقليم الذي يعد بؤرة لنهاية الخدمة ! و مجالا موبوءا مدمرا كليا ؟
للإجابة على الأسئلة :
إنما يشكو الإنسان بهذا البلد من نزعة الاستبداد الذي غير شكله إلى نزعة التحكم باسم أدوات الدولة و هذه هي الصورة الحقيقية من تلاعب بأموال الدولة و تجاوز القانون حيث تم التضحية بالأجيال القادمة و بكل قيم الوطن … و للأسف إن هذه المسلكيات المريضة انتقلت لكل المفاصل و هنالك القناصة من يستغل حالة الضعف هذه و يقدم لنا طريقا مخادعة إما الانخراط في هذه الرغبات المريضة الهدامة أو باتجاه الشرق أو الشمال ، و هنا يتوجب علينا تحذير من يحاول أن يسلك هذه الدروب المظلمة أو الاستسلام لها ! أم أن هذه المعركة التي تقودها القوى الحية الخيرة المنتشرة بالبلاد مخطئة وعلى أن صوابية الدولة هي المنطق الأوحد ! أو يجب القول للمستقبل : نحن لا زلنا في المغرب أضيئوا لنا آخر النفق أو سيصبح الفرار إلى التوحش و الظلام و البحر … خيار من لا خيار له !.