Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

تارودانت:سعيد الهياق ينعي أستاذه الراحل عبد الله لخضر.


متابعة أتيك ميديا.
( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) سورة آل عمران الآية 185

ببالغ الأسى العميق والحزن الشديد رحل عنا يوم الثلاثاء 18 ماي 2021 الأستاذ عبد الله لخضر الإطار التربوي المتقاعد.
” أيها الراحل عنا إلى أحضان الأبدية ! أيها العملاق المتحدي لظروف القدر. “

إلى حد الساعة لازلت حائراً.. تائهاً… في بحر الرثاء أغوص إلى الأعماق أبحث عن كلمات ترقى بسمو معانيها إلى نعي المصاب الجلل أستاذنا الراحل سيدي عبد الله لخضر؛ الأستاذ والمربي والإطار التربوي الحكيم.
أنا الذي تجرع مرارة فقدان الأب وأنا أتخبط خبط عشواء بين شوارع الحيرة والأمل.
أنا الذي تجرع مرارة فقدان البكر الأكبر وهو يغادر الحياة بعد صرخة أليمة موجعة.
أنا الذي تجرع مرارة فقدان أقرب الناس وأحب الناس وأعز الناس.
لكن رغم هذا الكم الدفين من الحسرة والندامة لم أتجرأ يوماً على رثاء أحد لسبب بسيط كوني لست بارعاً ولا قادراً على نعي أو رثاء من هم أعظم أن تلامس أرقى عبارات الرثاء سمو مقامهم.
رحيلك أستاذي الفاضل سيدي عبد الله لخضر حسرة وندامة. غيابك ألم ووجع.
أنا مازلت أذكر وأتذكر إلى الآن يوم كنتُ تلميذك وأنا في عمر متقدم بمدرسة ابن السعيدي بحي المحايطة. وأنا بالكاد غادرت مدرسة عبد الله ابن ياسين بحي فرق الأحباب قسراً وقهراً وليس بطيب الخاطر؛ وكان ذلك في بداية الثمانينات.
وجدت فيك أستاذي الراحل سيدي عبد الله لخضر المربي العظيم كيف لا وأنا للتو خرجت من كهف موحش مظلم. وكنت الأستاذ العظيم الذي جعلني أتغلب رويداً رويداً على صعوبة النطق ومعضلة التلعثم وأتفوق بامتياز في اللغة الفرنسية. ولأول مرة في حياتي الدراسية بعد جهد عصيب أحصل على المرتبة الأولى في نهاية الشهادة الإبتدائية. أجل كان بمثابة حلم قد تحقق أسعد أسرتي غاية السعادة. وغمرني سعادة لا توصف وأنا أنا أرى صورة تتصدر الثلاثة الأوائل.
وهنا لا بد من الإشادة والتنويه كذلك بأستاذي الفاضل السيد منير إدريس أستاذ اللغة العربية بارك الله في عمر.
وتمضي الأيام تلو الأيام وبعد أكثر من ثلاثين سنة تجمعنا الملتقيات الثقافية والجمعوية؛ وأجد فيك مرة ثانية الأستاذ الداعم والمساند سواء مباشرة أو عبرشواطئ مواقع التواصل الاجتماعي تخجلني بعبق أريج تلك العبارات الراقية في حقي. والتنويه بما حصلت من للشواهد التقديرية الوطنية والدولية.
لن أنساك… ولن ننساك… أيها المربي العظيم.
عرفتك وعرفناك معلماً هادئاً، متسامحاً، ملتزماً بإنسانيته كما هو ملتزم بدينه وواجباته الدينية. حمل الأمانة بإخلاص كبير، وأعطى للحياة والناس جهده وخبرته وتجربته وحبه لهم. متمتعاً بخصال ومزايا حميدة جَلَّهَا الإيمان ودماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب، متميزاً بالدماثة، والتواضع الذي زاده احتراماً وتقديراً ومحبة في قلوب الناس وكل من عرفه والتقى به.
لعمري إن محبة الناس والعلم الذي يُنْتَفَع به لأكبر ثروة يخلدها الإنسان بعد رحيله إلى دار البقاء.
اللهم يا رب العرش العظيم تغمد برحمتك التي وسعت كل شيء أستاذنا المبجل الفقيد سيدي عبد الله لخضر. واجعل قبره روضة من رياض الجنة واحشره مع الذين أنعمت عليهم من الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
 ( مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا) سوة الأحزاب الآية 23

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.