تأملات حول "الفولكلور" ذ بويعقوبي الحسين انير.
اطلعت على مقال يخبر بتنظيم ملتقى ثقافي بأكادير في شهر مارس المقبل واختير له كشعار “أكادير بألوان الفولكلور” مع التركيز على كتابة اسم مدينتنا بتعويض حرف الكاف بالغاء فأصبحت “أغادير” كلمة بدون معنى. وما أثارني أكثر هو شعار الملتقى الثقافي الذي تعمد استعمال كلمة “الفولكلور” لوصف اللوحات الفنية التي ستؤثث فظاءات مدينتنا خلال هذه التظاهرة. قد يقول البعض ان كلمة “فولكلور” لا تحمل أي معنى قدحي بل هي كلمة مركبة من كلمتين انجليزيتين “فولك” وتعني الشعب” و”لور” وتعني التاريخ والعادات والتقاليد والمعارف. هذا التعريف صحيح ومقبول في سياق نحث الكلمة أواسط القرن التاسع عشر بل وظهرت تسمية “الفوالكلوريين” لوصف المهتمين بهذه العاداة والتقاليد لذلك يعتبرهم البعض “أجداد الأنثربولوجيين”. لكن كلمة الفولكلور في بلدنا لها معنى آخر وتحيل على تمييز واضح بين الممارسات الثقافية بين من توصف ب”الفولكلور” وهي في أسفل التصنيف حيث تحيل على بقايا ممارسات ثقافية تنتمي للماضي ولم تعد صالحة لليوم، في حين أن ممارسات أخرى يتم تجنب وصفها ب”الفولكلور” لتحضى بشرف “العصرنة” و”الحذاثة”. لذلك نجد بأن مختلف أنواع أحواش والرقصات الجماعية وأحيانا حتى فن الروايس تصنف ضمن الفولكلور في حين أن الطرب الأندلسي والغرناطي مثلا رغم قد مهما التاريخي لا يتم تصنيفها فولكلورا. نفس الاشكال يطرح نسبيا حين تستعمل عبارة “الثقافة الشعبية” ولذلك يفظل البعض تعويضها ب”ثقافة الشعب” للرفع من قيمتها الرمزية.
أمام تزايد الوعي بالمساواة بين كل الممارسات الثقافية باعتبارها انتاجا انسانيا متساوي القيمة ولا تفاظل بينها فان استعمال كلمة الفولكلور في السياق المغربي يحيل على التنقيص من قيمة جزء مهم من ثقافتنا وبالتالي فمن الأحسن تجنبه وتعويضه مثلا ب”أكادير بألوان التعدد الثقافي” أو “أكادير بألوان ثراثية”.