Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

بويعقوبي :عبد الله بليليض؛ رمز الوفاء.


غادرنا المرحوم عبد الله بليليض بهدوء ودون ضجيج كما عهدناه طيلة معرفتي به. تعرفت عليه أواسط التسعينات من القرن الماضي, في نفس سياق لقائي بالجيل الأول من الحركة الأمازيغية, بعضهم غادرنا كابراهيم أخياط ومحمد مونيب ومؤخرا أحمد الدغيرني.
لم تتغير طباع المرحوم الذي يجمع الجميع على طيبوبته وظل وفيا لكل الأنشطة الأمازيغية المنظمة في أكادير ونواحيها كما تميز بهدوءه ورزانته التي يتذكرها كل من تعرف عليه في أول لقاء.
في بلدته أورير لا يختلف إثنان في كونه من مؤسسي العمل الجمعوي من خلال جمعية أورير التي خلقت لنفسها إسما ومكانة في النسيج الجمعوي الأمازيغي سواء من خلال الأنشطة المنظمة في أورير أو سعي المرحوم لحظور إسم جمعيته في كل المبادرات ذات البعد الوطني. ويظل المهرجان الوطني للشعر الأمازيغي الذي تنظمه الجمعية سنويا إلى اليوم عربونا على مدى تعلقه بالثقافة الأمازيغية ورغبته في تنميتها حيث يشد الشعراء الرحال كل سنة إلى أورير التي حولها المرحوم إلى “قبلة الشعراء” بالأمازيغية , كيف لا وهو المولع بشعر الروايس ويعرف عنه الشىء الكثير, خاصة “مدرسة إيحاحان”. كما كان المرحوم عضوا فاعلا في العديد من الجمعيات كالجامعة الصيفية وكونفدرالية تامونت ن إيفوس.
وإلى جانب كونه مربيا للأجيال من خلال مهنته في التربية والتكوين, كان أيضا فاعلا سياسيا من خلال نضاله في حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية. وأتذكر أنه خلال سنوات التسعينات من القرن الماضي, كان من حين لٱخر يثير أهمية العمل السياسي الحزبي في النضال من أجل الأمازيغية, لكن السياق التاريخي ٱنذاك جعل فكرته “صيحة في واد”. فبقي وفيا لانتمائه الحزبي من جهة ولانتمائه للحركة الأمازيغية من جهة أخرى. ومن علامات هذا الوفاء أن أثر في عائلته الصغيرة حيث الإعتزاز بالثقافة الأمازيغية وأنجب لنا باحثين حصلا على الدكتوراه في هذا المجال: عبد العزيز , الأستاذ الجامعي, في مجال تقنيات التواصل الحديثة و محمد في العلوم السياسية, كما ورثا عن أبيهما الإسهام في تنشيط الحياة الثقافية والجمعوية الأمازيغية.
رحم الله الأستاذ عبد الله بليليض ورزق ذويه وأصدقاءه الصبر والسلوان.

أثناء مشاركة المرحوم في احدى المسيرات بأگادير.
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.