Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

بوشطارت: نواجه مشكلة عويصة تتعلق اولاً بغياب المصادر التاريخية التي تتحدث عن تاريخ المنطقة”مازغن” قبل مجيئ البرتغال…

هذه هي القلعة البرتغالية في مدينة مازيغن التي تسمى حاليا الجديدة. ونحن نبحث في تاريخ هذا المكان، نواجه مشكلة عويصة تتعلق اولاً بغياب المصادر التاريخية التي تتحدث عن تاريخ المنطقة قبل مجيئ البرتغال، ثم تأخر الحفريات الأركيولوجية في المناطق المجاورة .
السر التاريخيّ الوحيد الذي وصلنا وصامد وقاوم الاندثار هو تسمية المدينة وهي تسمية مدهشة وفريدة، لا شك أن جل تسميات الأماكن في دكالة هي امازيغية والتي تحدث عنها الجغرافيون والإخباريون وبعض الوثائق والخرائط الأجنبية خاصة منها البرتغالية.
فكيف كانت مدينة ايمازيغن التي صارت مازيغن قبل أن تظهر تسميات أخرى، اشهر المدن القديمة في هذه الناحية هي أزمور وتيط وأگوز وأيير ومشتراية وتارگا وغيرها، لكن للأسف لم تصلنا معلومات عن مدين مازيغن، والتي كان بالقرب منها حصنا يسمى “أگادير أومغار” يكتب في المصادر التاريخية ب برج الشيخ والذي تحول إلى البريجة. فمازيغن كان لها تاريخ عريق لا يقل عن جارتها أزمور، ولكنه ضاع للأسف، وقد أشار حسن الوزان المعروف بليون الإفريقي إلى أن جل كتب الأمازيغ في التاريخ والفكر والعلوم التي كتبوها بحروفهم تيفيناغ وبلغات اقوام أخرى تم إحراقها جميعها بعد دخول الإسلام.
البعض يقول أن تسمية ايمازيغن مستحدثة ولا توجد في التاريخ، وهاهي مدينة سميت بهذه التسمية التي تدل على شعب ينتشر على مجال واسع من المحيط إلى واحة سيوا ومن المتوسط إلى نهر النيجر جنوب الصحراء الكبرى.
وبسبب هذه التسمية ايمازيغن تعرضت المنطقة إلى انتقام إلى درجة انه تم تغيير اسمها لمرات عديدة من البريجة ومازگان والمهدومة ثم الجديدة…
وليست مدينة مازيغن هي التي تحمل هذه التسمية الدالة على شعب الأمازيغ، وإنما ايضًا مدينة الجزائر العاصمة التي تعرضت هي الأخرى لكثير من التزوير والتشويه، فالاسم الحقيقي للمدينة هو تازيري ن مازيغن، أو ما يكتبه الجغرافيين والإخباريين ب جزائر بني مزغنة، فتسمية الجزائر لا علاقة لها بالجزر، وإنما تصحيف لتسمية تازيري نسبة لآيت زيري الذين حكموها وأسسوا بها أمارتهم السياسية تحت قيادة بولكين ابن زيري لذلك سميت دولته بالزيرية، ففي لسان الدارج في الجزائر لا يقولون الجزائر وإنما دزاير نسبة إلى الزبيريين ولكن المؤرخون والكتاب والإخباريون عربوها إلى الجزائر….فالزيريون اي بني زيري أطلقوا على مدينتهم تسمية تازيري ن مازيغن أي “قمر الأمازيغ”
أما مازيغن الجديدة عندنا في دكالة فإن سبب تسميتها يبقى سرا من أسرار التاريخ وسنحاول قدر المستطاع أن نبحث فيه باستغلال الأرشيف الأجنبي وبعض المتون التي لم نصل اليها بعد…

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.