بوشطارت في أزقة سيدي افني مع سي حماد الزاهيد اليساري الصامد

سي حماد الزاهيد اليساري الصامد، الصادق في إفني، سليل خالص لأحد بيوتات العلم والزهد والفقه في آيت باعمران، انه الرجل الذي بقي نظيفا، نقيا ممانعا في مدينة مسكونة بأرواح رجال ونساء ضحوا من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية…
قال لي سي حماد لماذا سنجلس في مقهى؟ سنمشي في ازقة ودروب افني وشوارعها ثم نتحدث …فذلك هو الذي حصل..
انغمسنا في نقاش طويل ولم ننتبه لعقبات شوارع المدينة، يتكلم سي حماد وأنا أنصت، بل استمتع بالاستماع له، ساكنة إفني قد لا تعرف الاستاذ سي حماد ، يعرفه المناضلون والمثقفون والجمعويون وطيف الاساتذة مثله، ولكنه هو عقل مدينة افني وصوتها الحكيم، يبدو صامتا وهادئا، ولكن حين يبدأ في الكلام فإنه يفيض في التحليل …
لعدة اعتبارات، لا افهم الكثير مما يجري في افني، لذلك، الاستماع والإنصات للأستاذ سي حماد يبقى شرطا ضروريا للفهم، تكلمنا في تجربة السيكريتارية المحلية وإرهاصاتها الأولى، وأزمنة الانتفاضات ومآلاتها ، تحدثنا في مسارات للشخصيات وللفاعلين، خضنا في طريقة تشكل وفبركة التمثيليات والنخب ،،،تغول السلطة وتراجع دور السياسة والعمل الجمعوي، تردي الخدمات العمومية والاجتماعية، أزمة العطش بالمدينة ومحيطها، تفشي البطالة؛
طرحنا اسئلة كثيرة؛ كيف تفككت الأحزاب ووظائفها؟ مصير تجربة اليسار بالمدينة؟ كيف هيمنت احزاب أخرى في المدينة والإقليم ؟ كيف تم فرض نخب بعينها لتصدر المشهد وهي بعيدة عن المدينة والإقليم …
سي حماد له تحليل دقيق للأمور ، وتشخيص ووجهة نظر…صحيح أن الجميع غاضب مما يقع ويحصل في المدينة، تهافت على أكل المكتسبات ؟ تفكيك المنظومة الثقافية الرمزية والنضالية لافني وآيت باعمران، تبذير وتبديد المال العام ؟ هيمنة وتغول احزاب الإدارة والسلطة والمال…
ومرة أخرى ثم طرح سؤال : ما العمل؟