بوشطارت :د.حفيظ أشافي قامة علمية ومعرفية جديرة بالاحترام والتقدير…

الدكتور حافيظ أشافي، طبيب بيطري ذو خبرة عالية وكفاءة، تخرج سنة 1987 بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، منذ ذلك الوقت وهو يشتغل باقليم تارودانت بمنطقة هوارة. قامة علمية ومعرفية جديرة بالاحترام والتقدير، هادئ، متواضع، تواضع العلماء وهدوء الخبراء. بالرغم من أنه تخصص في البيطرة، إلا أنه تبحر في العلوم الإنسانية وتعمق فيها إلى درجة أنه يهتم بالتفاصيل الصغيرة والرموز الثقافية التي لا يدركها إلا الضالعين في حقل الانثروبولوجيا. كيف لا وأنه يعتبر من بين طلبة العالم السوسيولوجي القدير بول باسكون.
حفيظ أشافي، مناضل أمازيغي حقيقي، منخرط في كل الديناميات الجدية التي ترافع وتخدم القضية الأمازيغية، لا يحب الصفوف الأمامية ولا يجيد صعود المنصات واعتلاء المنابر، لا تحركه النوازع الشخصية والمصالح الضيقة، متشبع بالقيم، لذلك فهو يفضل الاشتغال في الظل. لا يتزلف ولا ينافق ولا يسترزق.
طبيب بيطري مولع إلى حد الجنون بإيگودار، المخازن الجماعية المنتشرة في جبال الاطلس الصغير، يشد الرحال إلى زيارة كل المواقع والأعالي التي تقع بها هذه المخازن، يدرسها، يتأملها، يصورها، يقارن بينها. يقلب تاريخها ويقرأ أسوارها ويتأمل أبراجها ويدقق في اجارها ويقرع أبوابها، يختزن معارف ومعلومات وفيرة وغزيرة حول حضارة إگودار، ألف كتابا مرجعيا مهما جدا حولها، لم ينشر بعد، اطلعت عليه كتب باللغة الفرنسية، ويضم معطيات دقيقة حول اقدم أگادير إلى حد الآن وهو اگادير أوجاريف.
تعرفت على الدكتور أشافي سنة 2005 بعد تأسيس الحزب الديموقراطي الامازيغي المغربي، في اجتماع حضره المرحوم أمغار الحزب داحماد في فيلا دكتور صيدلي بمدينة أگادير، وحضر الاجتماع أيضا العديد من النخب الأمازيغية بسوس التي تشتغل في مختلف القطاعات والمجالات، وكان أول اجتماع في سوس بعد تأسيس الحزب، وكان من بين الأسباب التي جعلت السلطة تشد الخناق على الحزب فيما بعد وفرضت تضييقا على جميع تحركات المرحوم أمغار دا حماد خاصة حين يحل بسوس.
منذ ذلك العهد استمرت العلاقة والصداقة مع الدكتور أشافي، كما توطدت علاقته مع أمغار داحماد واستمرت إلى حين وفاة هذا الأخير في أكتوبر السنة الماضية. اتذكر أيضا أن داحماد في ذلك الاجتماع الذي نظم سنة 2005 كلف الدكتور أشافي بإعداد تقرير مفصل حول قطاع الفلاحة في سوس. وكان يناديه بوزير الفلاحة…
الدكتور أشافي من طينة المناضلين والنخب الأمازيغية الفعالة والفاعلة، التي تستحق منا كل التقدير والاحترام، يعتبر قدوتنا في النضال ونستمتع في الاستماع إليه لما في كلامه من فائدة علمية وثقافية…