Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

بوالزيت :الأمازيغية و الأحزاب ؛القديم والجديد…

لم يسيق ان عاش المناضلون الأمازيغ ما يعيشونه اليوم من قلق صريح ومشروع على مصير حركتهم. ولم يسبق لهم أن عاينوا وواكبوا عن قرب مسلسلا سياسيا يوقع جنريكه باسمهم، بدون ان يكونوا قد قدموا رأيهم فيه أو استشيروا حوله. هي ديناميكية رضي جزء من النخبة الجمعوية الامازيغية الانخراط فيه، ضدا على ما سبق رفعه من فيتوهات، وما تم التعبير عنه من أطاريح كانت ترفض وتحرم الى عهد قريب ما تشرعنه اليوم. رغم كل ما دبج وكتب من كلام وخطابات تبريرية لسلوك بعض النخب الامازيغية تجاه ظاهرة التحزب ولا أقول التسييس، او تفريق الغلة الى ارباع وأخماس واسداس وحثى الثمن المقسوم على إثنان. فان الحقيقة الماثلة للعيان اليوم، هي أن النخبة المذكورة لم تكن تتحكم في مصيرها التنظيمي ولا تقرر فيه بتلقائية كما كانوا يزعمون على الدوام. بل اتضح ان تمترسها وإصطفافها المخفي في الماضي لم تكن في الحقيقة الا ما أريد لها ان تظهره من إستقلالية شكلية عن التنظيمات الحزبية الكائنة. ولكن في العمق كانت وفية لارتباطاتها التنظيمية الموروثة عن الاجداد والاباء والاصهار. اراثة سياسية تذكرنا بصلابة ما ذهب اليه الباحث الامريكي من صمود أشكال الانتماء القديمة وتحكمها في جزيئات كمياء الانتماء في المشهد الحزبي المغربي. وهذا ما اتضح بشكل جلي من المحاولات الرامية الى فرض خيار وحيد على المناضلين على الحركة ككل، وفق أجندة سياسية مدروسة من قبل. ولكن هي خيارات قديمة جديدة لم تحد جوهريا عما كانت الاحزاب تقدمه سلفا من عروض سياسية أخص بالذكر هنا حزب الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكة، البام، حزب العهد، البسو وغيرهم. ان قاعدة تقعيد الانتماء في كل الاحزاب السياسية تظل خيارا أمثالا كما لا يجب إغفال ما يمكن ان تقدمه الافكار الجديدة ومنها الافكار والتوجهات التي بدأت تلامس طريقها بقيادات شبابية.
الحسين بوالزيت
صحفي وباحث في التاريخ.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.