Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

بكار السباعي: استدعوا سفيركم نستدعي سفيرنا.

تاريخ شعب القبايل يمتد لقرون و مطالب لقبايل مشروعة بإعتباره أقدم شعب تعرض لفترة استعمارية مرورا بمحطتيها العثمانية وبعدها فرنسا ، أما الصحراء المغربية فلها تاريخ وجدور وسيادة استمرت عبر تاريخ المغرب ومن حكم المغرب من أسر ملكية الى عهد الدوحة العلوية الشريفة ، المغرب استرجع صحراءه وطرد المستعمر الاسباني بمسيرة سلم وسلام ، مسيرة خضراء و استكمل وحدته الترابية بمقاومة كل المغاربة ملكا وشعبا.
ألم يستحيي وزير خارجية الجزائر رمطان العمامرة الذي ثم تعيينه على رأس الجهاز الدبلوماسي مند أسبوع فقط وهو يضرب بعرض الحائط كل القيم الدبلوماسية متهجما بعدوانية على المغرب وسيادته ليخرج عن سياق و جدول اعمال مؤتمر عدم الانحياز الذي لم تدرج ضمن أشغاله قضية الصحراء المغربية، خطأ مهني يرتكبه وزير خارجية دولة لا يرتكبه حتى المبتدؤون في العمل الدبلوماسي، بالخروج عن جدول الاعمال المحدد سلفا لمناقشة اشغال مؤثنر منظمة دولية كان المغرب من مؤسسيها الأوائل ، خروج وهجوم لم يجد معه الممثل الدائم للمغرب لدى هيئة الامم المتحدة ، السفير عمر هلال الا بالقيام بما يمليه عليه واجبه الديبلوماسي باستعماله حق الرد وفي حدوده الدنيا، الذي كان باجماع الحاضرين بمتابة الرد الصارم في الوقت الحاسم .

الجزائر لمدة 46 سنة وهي تدعم الجبهة الانفصالية بالمال والسلاح والدعاية الاعلامية والدعم في المنتظمات الاقليمية والدولية ، لا لشيئ الا نكاية في المغرب وسيادة المغرب ، لم تفكر يوما في حسن الجوار ولا في التاريخ والمصير المشترك ان كانت فعلا تمتلك تاريخ ، اما مصيرها فالكل يعلم انه بين فكي جنرالاتها الذين اتوا على اخضرها ويابسها .
الجزائر التي جنت على المنطقة بأكملها وحرمت الشعوب المغاربية من تنمية وازدهار مشترك ، لم ولن ينسى العالم غدرها وجريمتها الشنعاء ،ونحن في اجواء عيد الاضحى المبارك ، حينما شردت الآف الأسر وطردتهم بلا رحمة .
لسنوات قدم المغرب يده الى الجارة الشرقية بل مافتئ يدعوها الى ان تلعب دورا حاسما في طي نزاع دام لسنوات وهو يعلم أن حله بيد الدولتين ، اما جبهة البوليساريو فليست سوى أركوز تحركه أصابع صانعي القرار الجزائري، لسنوات غلب المغرب الحكمة والتبصر وسلك ديبلوماسية المهادنة والحوار وضبط الاعصاب ، متفائلا بغض مغاربي مشرق وتعاون متوسطي مشرف الى أن خاب أمله في جيرانه وهنا اتحدث عن الجارة الشمالية صاحبة اللعبة الخفية أو العدو الصامت الذي يلدغ كالافعى من حين الى آخر ناسيا كل العهود والمواثيق التي على المغرب مراجعتها معه اليوم قبل الغد .

لنعد للتاريخ حين غادر”أحمد باي” آخر حكام الشرق الجزائري بإعتباره آخر بايات العثمانيين الإيالة “الجزائر ” سنة 1830 ، تاركا دورة الاستعمار تقف على الفرنسيين ليجعلوا من الجزائر اقليما فرنسيا تضم اليه بعض من صحراء ليبيا وتونس واقليم القبايل والصحراء الشرقية المغربية لينتفخ معه بطن الجزائر ويزداد معه مكر حكامها بالدفع بلعبة الانفصال باسم دولة وهمية وكيان مصطنع طمعا في فجوة نحو الأطلسي .
العالم فهم اللعبة القدرة التي لم تكن ابدا خفية ورسالة الدبلوماسية المغربية بقبة منظمة عدم الانحياز التي كان المغرب من مؤسسيها في فترة لم تكن تعرف فيها الجزائر ، جد واضحة ، مادام المنتظم الدولي لم يضح محددا قانونيا لمفهوم الانفصال وجعله محددا سياسبا ، فالاولى بناءا على المرجعية السياسية ، الاعتراف بحق شعب القبايل بإعتباره اقدم شعب في القارة الإفريقية عانى الاستعمار ومن حقه تقرير مصيره ، وعلى المنتظم الدولي الاعتراف له بهذا الحق .

في ظل الحرب غير الرسمية ، تطفوا على الساحة الدبلوماسية شطحات خارجية الجزائر ، ولعله من غير المنطقي ، وأخدا بجميع المفاهيم ، التي يمكن للمتلقي أن يوضفها كما يشاء لفهم سياق الأحداث وتطورها ، معارضة دولة عربية في قمة برلمان عربي حق المغرب في استرجاع تغريه سبتة وليلية والجزر المستعمرة ، من قبل دولة غربية اسبانيا . هل هو غباء ديبلوماسي أم بوح بحقد دفين وعقدة عجز الزمان عن علاجها ؟
واقول للجزائر نحن في الصحراء قررنا مصيرنا نحكم صحراءنا التي هي جزء لا يتحزأ من مغربنا ، بممثلينا من ابناء المنطقة ،نساء ورجال وشباب ، في جماعاتها الترابية وجهاتها وداخل البرلمان بمجلسيه النواب والمستشارين ، نحكمها ونسيرها عن طريق انتخابات نزيهة تقودها أحزاب سياسية وديمقراطية، أحزاب تؤمن بالتعددية والحق في الاختلاف والتنافس الشريف .
اما صنيعتكم البوليساريو فلم يعد لها أي حق في الكلام باسم أبناء الصحراء الذين اختاروا من خيرة ابنائهم من يسير ويدبر أمورهم .
وختاما فإن ماتقوم به ديبلوماسيتكم شبيه بمن يسبح في زبد البحر ، فهلا إستحييتم وكففتم عن الصياح … والنياح … والنباح .

ذ/ الحسين بكار السباعي
محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.