بالصور .. فنانو منطقة القبايل الجزائرية يُكرمون الفنانة المقتدرة “تبعمرانت” فوق منصة مهرجان ظِلال أركان – بويزكارن .. وهذا ما صرّحت به بالمناسبة..
متابعة/ مصطفى رمزي
نجحت أيقونة الفن المغربي الأمازيغي الفنانة المقتدرة “فاطمة تبعمرانت” في إستقطاب عدد غفير من ساكنة منطقة بويزكارن وجهة كلميم وادنون عموما، الذين حجوا بكثافة الى مركز المدينة لحضور إفتتاح أولى سهرات النسخة الخامسة لمهرجان ظلال أركان.
وتميزت لحظة صعود الفنانة “فاطمة تبعمرانت” إلى المنصة، بمفاجأتها بتكريم خاص وإعتراف وتقدير من فنانين وفاعلين قادمين من منطقة القبايل الجزائرية، وذلك في إطار إستضافتهم هذه السنة بهدف الإنفتاح والإحتفال بموسيقى القبايل المتميزة، حيث تسلمت منهم هدايا عبارة عن تذكارات وشعارات ترمز لأمازيغية القبايل.
وظهر من خلال الكلمة التي ألقتها الفنانة “تبعمرانت” تأثرها وسعادتها البالغة بهذا التكريم، مؤكدة على أن هذا الأمر يؤكد مدى التقارب والأخوة التي تجمع المغاربة الأمازيغ ومنطقة القبايل، مضيفة بأنها جد فخورة بهذا التكريم المفاجئ على حد قولها.
هذا، وظهرت الفنانة الرايسة “فاطمة تبعمرانت” فوق منصة “ظلال أركان – بيزكارن” في ليلة الإفتتاح الرسمي بوجه غير مألوف، حيث خصصت كل أغانيها التي أدتها، بتقديم سلسلة من أغانيها الأصيلة، التي تحمل رسائل قوية تهم الأمازيغية والهوية والمرأة وهموم الحياة والمشاكل التي تتخبط فيها منطقة سوس ماسة وأيت باعمران وكلميم وادنون.
وبذلك تكون فاطمة تبعمرانت قد نجحت في أن تطور أسلوبها الخاص وتشكل ظاهرة موسيقية بامتياز، وذلك عبر أغان خالدة مزجت بين الجدية والأناقة من قبيل “تايري نون أيامارك” و”إزد أكال ن تمازيرت” والعديد من الأغاني الأخرى.
إضافة إلى ذلك، تمكنت “الرايسة” من تسخير جهودها للقضية الأمازيغية باقتدار وتفان، إذ لم يغب سؤال الهوية عن قصائدها وأغانيها، مكرسة نفسها كمثال حي للعديد من الفنانين الشباب الذين ما فتئوا يستلهمون خطواتها في ميدان الفن المغربي الأمازيغي.
لقد أثبتت فاطمة تبعمرانت في أكثر من مناسبة أنها نموذج للمرأة المكافحة، واضعة الشعر كتاج للوقار على رأسها. كما يتميز شعرها (أماركَ) بكونه ملتزما، حيث قدمت أغاني تناولت تيمات متعددة، من بينها ما هو مرتبط بالجانب الهوياتي، إذ لا يخلو أي من أشرطتها من قصيدة تتناول هذا الموضوع، ولعل ذلك ما استمدته في جانب كبير منه من التزام الرايس الحاج محمد الدمسيري (توفي سنة 1989)، إذ غنت للأم واللغة والثقافة والأرض والطبيعة والجمال.
كما تم بالمناسبة تكريم أحد أبناء منطقة بيزكارن، القامة الفكرية والمعرفية، الإطار الكفء والمتواضع الدكتور سيدي علي ماء العينين، وذلك في إطار العرفان والإعتراف والتشجيع على البحث العلمي والأكاديمي.
للإشارة فمهرجان “ظلال أركان” الذي تحتضنه مدينة بويزكارن التابعة لجهة كلميم واد نون، قرر هذا العام الإحتفال بالموسيقى القبائلية، لذا حضرت مجموعة من فناني منطقة “القبايل” بينهم مجموعة “تيلوا” في بلدهم الثاني المغرب.
جدير بالذكر كذلك، إلى أن السهرة الإفتتاحية عرفت مشاركة مجموعة من الفرق المحلية، في إطار الإنفتاح وتشجيع كفاءات وشباب المنطقة، كما سهر على تقديم فقراتها سيدة التنشيط السوسي “عائشة إدعلاو”. وبخصوص سهرة اليوم الثاني (السبت) ستشهد مشاركة رمز أخر من رموز الموسيقى الأمازيغية الملتزمة وأحد أهراماتها الفنان القدير “عبد الهادي إكوت إزنزارن”.