Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

اگادير.. ” يموت ببطءٍ من لا يسافر” يوسف غريب

وحده الخيال لا يكذب، فهو يجعل الحياة الإنسانية منفتحة على الجزء المحجوب الذي تنزلق روحه المجهولة خارج المراقبة “
ربما يدفعنا الكاتب الفرنسي فرانسوا مورياك من خلال هذه المقولة إلى الاقتناع بأن الإنسان هو الطير المسافر!! إذ لا يوجد على سطح هذا الكوكب إنسان غير مسكون بالسفر…
من تعوزه حيلة الانتقال في المكان… ينتقل بخياله ، ومن يتوهم اكتمال سيطرته على المكان يتطلع إلى السفر في الزمن عبر الماضي والمستقبل..
نسافر لكي نعيش حيوات كثيرة في حياتنا الواحدة… المأزوم في عيشه كالمستريح أيضا…. يعتقد أن الحياة الحقيقية في مكان آخر…
نسافر كذلك كي نحيا كثيرا لأنه يوفر الهروب من حياة نعيشها كورطة…أو على الأقل كضغط
فالجميع تفريبا يسافر وينتقل… والأهداف ليست هي على الدوام… فهناك من يسافر قصد الراحة والاستجمام كما يقال…
وهناك من ينتقل سعيا وراء الغرابة والاختلاف الجغرافي والاجتماعي والثقافي..
لذلك أعتبر السفر لحظة للخروج من الذات… والعودة إليها…
من فكرة.. وأوهام…
فالسجن ليس سياجاً أوأسوراً كما عند شمس الدين التبريزي…
السفر وصفة تخلخل الروتين.. وتوقف عقارب الساعة المنظِّمة لهذه الاهتمامات اليومية الرتيبة..
السفر وحيداً يجعلك تفعل ما تريد… ولا شيء ممّا لا تريد..
تعيش الصدفة… وتتفتح على كل الاحتمالات..
هي متعة كشفية روحانية بامتياز.
تنتقل من أجل اكتشاف المكان كما هو… وليس كما تتوهمه… مع ما يرافق هذا الاكتشاف من دهشة واستغراب بين واقع الحال وبين ما تعرفه أو تسمع عنه
هي جغرافيا طبيعية وبشرية… بقدر ما تعمق وعييك بذاتك تزداد ايمانا بأنك جزء صغير وسط هذا التنوع والاختلاف..
نسافر… حتى لا نموت ببطءٍ عملا بنصيحة الشاعر: ( بابلو نيرودا)
” يموت ببطء..
من لا يسافر..
من لا يقرأ..
من لا يسمع الموسيقى..
……
يموت ببطء..
من يصبح عبدا للعادة..
يعاود كل يوم نفس المسافات..
لا يجازف أبدا بتغيير لون ملابسه..
أو لا يتحدث أبدا مع غريب…”

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.