Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

الوجه القبيح للجامعة المغربية !!!!!؟؟؟


كتبها واقتبس بعض فقراتها : الدكتور سدي علي ماءالعينين.
يفترض في مغرب اليوم ان تكون نخبة الوطن ومستقبله هم الطلبة .
الطلبة دراسيا يفتحون أعينهم على مختلف التخصصات خاصة وأن بلادنا تمنح للطلبة عددا كبيرا من التخصصات التي تربط الجامعة بسوق الشغل و تأسيس المقاولات.
إجتماعيا يخوض الطلبة الخطوات الأولى من رحلة الإنفصال عن بنية بيت الأسرة إلى الإستقلال في السكن الذي يفتحه على تجارب إجتماعية في إحتكاكه بباقي الطلبة ،وفي إكتشافه لعوالم المدينة .
وكانت في زمن سابق فضاءات الجامعة مسرحا للنقاش الفصائلي الذي يغذي في الطلبة الانتقال من الإهتمامات الفردية الى التشبع بقيم الوطنية والمواطنة وقضايا الأمة.
كانت مكتبة الكلية تعج بالطلبة المنهمكين على إلتهام المعارف و إشباع شغف البحث العلمي ، وبجانب المكتبة مقصف للتعارف و التواصل بين طلبة مختلف الشعب.
حال الجامعة المغربية اليوم يعكسه ترتيبها في التصنيف الدولي للجامعات ، وهذا المعطى وحده يغني عن مائة مقال .
لكننا سنتحدث عن الطلبة ،وسنقسو عليهم في بعض الجوانب ، والقاعدة المبدئية في كل مقالاتي أننا حين نرصد الظواهر الاجتماعية فإننا لا نعمم، وان التخصيص هو رصد لتكرر وقائع .

وانت تمر من امام الجامعة حيث وقوف حافلات نقل الطلاب ناذرا ما تشاهد مظهر الطابور لركوب الحافلات ، فالطلبة يتسابقون و يتدافعون وهو يلجون وحتى وهم يغادرون الحافلات .
أن غياب ثقافة احترام الطابور في الحصول على الخدمة تنبئ عن سلوك غير حضاري، وإن تجاوز الآخرين بالطابور والدور يرسخ في الأطفال والأجيال الناشئة ثقافة اللامبالاة وعدم احترام أي شيء، وأن احترام الطابور والدور يدل على وعي حضاري جمعي حض عليه ديننا الحنيف وكفلته القوانين المشرعة، ويرسخ ثقافة العدل والمساواة في الحقوق والواجبات.

العنف الفصائلي الطلابي في الجامعة المغربية ليس ظاهرة طارئة، وليس وليد اليوم، بل هو ممارسة ظهرت منذ عدة عقود، ولم تفرزها حالة تحول الإسلاميين من الضعف إلى القوة، في بداية التسعينات. الجديد الذي حملته هذه الحالة هو اشتداد حدة العنف واتخاذه شكل القتل الممنهج عن عمد وسبق إصرار. الطلاب هم فئة شابة، ومن الطبيعي أن يؤدي الصراع السياسي والتنافس النقابي بينهم، في فورة الحماسة والاندفاع، إلى احتكاكات جسدية تفضي إلى إصابات، ولكن التخطيط الجماعي للقتل بدم بارد هو أمر لم تكن الساحة الجامعية قد شهدته خلال ما يزيد على ثلاثة عقود من حياة الحركة الطلابية في المغرب المستقل.
وَمِمَّا أدى أيضاً إلى إذكاء الصراع بين الفصائل الطلابية اليوم هو الفشل في الحفاظ على نقابة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، التي كانت فيما مضى مجالاً للتنافس الديمقراطي قبل أن ترمي بها الحسابات السياسية نحو عرض الحائط، لتفشل بذلك نقابة “أوطم”، التي كان الملك الراحل الحسن الثاني أول رئيس شرفي لها.

ظاهرة الغش في الامتحانات ،فليس غريبا ان تقف امام باب الجامعة أو تتجول في “حرمها ” اثناء إجراء الامتحانات دون ان تلمح عيناك مشهدا يعكس مستوى القيم عند الطلبة ، طالبات و طلبة منهمكون على ارسال أجوبة الإمتحانات للطلبة عبر السماعات و الهواتف الذكية و أجهزة اللاسلكي .
هنا لا نفصل ممارسة الغش عن بناء ثقافي عميق يحكمه منطق الريع والنجاح فيه غنيمة يجب الوصول إليها بدون عمل.
ثقافة الغش لدى الطالب الجامعي، تعبر عن ذهنية ثقافية ورؤية للعالم، طالما أن الجامعة في النهاية مجتمع صغير (Micro Société) لا يتجزأ عما يعتمل داخل المجتمع الكبير(Macro Société). فقد استطاع الغش بهذه المؤسسة، أن يهيكل نفسه على امتداد مجموعة من المراحل والتجارب التعليمية، وتقوّت ممارساته وأساليبه وأمست بمثابة معارف ومهارات عملية، تكتسب وتتناقل فيما بين الطلبة عبر الأجيال وأفواج المتخرجين المحرزين للنجاح السهل والسريع. وعلى هذا النحو صار ثقافة مكتملة الملامح، لها أعرافها وقيمها وشعاراتها وشبكات توسع دائرة انتشارها؛ وهي في مستوى آخر مشدودة إلى محطات دراسية سابقة وتدعمها سلوكيات مجتمعية يلمسها الطالب في واقعه اليومي المباشر؛ من هنا فهي من الصلابة والرسوخ ما يجعل مواجهتها أو القضاء عليها، ليس بالشيء السهل متى تم إغفال تجذرها وعمقها المجتمعي والثقافي لحد صارت فيه بمثابة مطلب مشروع أو حق مكتسب.

كشفت دراسة قام بها مجلس النواب المغربي أن ما بات يعرف إعلاميا ب”الجنس مقابل النقط” يعتبر معول هدم خطير يدمر سمعة الجامعات المغربية وطنيا ودوليا.
وفي هذا الصدد كشفت ذات الدراسة أن عدم تفعيل آليات الزجر والمراقبة الدقيقة للسلوك المشبوه لبعض الأساتذة الجامعيين الذين يقومون ببيع العلامات المميزة والنقط للطالبات مقابل الحصول على خدمات جنسية مجانية، إضافة إلى التحرش والابتزاز والإكراه المعنوي يجعل الثقة في المؤسسة الجامعية المغربية منعدمة.

استفحال حالات ابتزاز الطلبة من لدن بعض الأساتذة لتسجيلهم في سلك الماستر أو الدكتوراه داخل الجامعة المغربية
مظهر من مظاهر الفساد العارم الذي يعتري جامعتانا بدون استثناء، حيث الرشوة والزبونية والمحسوبية وأحيانا الابتزاز الجنسي أضحت قاعدة أساسية في الولوج إلى سلك الماستر والدكتوراه، عوض اعتماد مبدأ الاستحقاق الذي أصبح استثناء من القاعدة داخل جامعتنا، التي ترزح تحت وطأة أزمة خانقة على جميع المستويات والأصعدة
إن توريط الجامعة في تلك الاختلالات يجعلها محل إنتاج قيم انتهازية فاسدة، لأن طالباً تكوّن على أيدي أساتذة يلجأون إلى سلوكيات غير تربوية وليست أخلاقية ستتعطل عنده ملكات التحليل والإبداع والنقد ويتخذ كذلك من الوصولية والانبطاح ديدنا له.
هكذا رصدنا هذه الظواهر بالإعتماد على مقالات و تصريحات نشرت بمواقع إعلامية تناولت هذه الطواهر بشكل منفصل .
إننا لا نقسو على الطلبة و على الأساتذة ، لكننا رصدنا وقائع يقر الجميع بوجودها، وعرفت كلها حالات وصلت الى المحاكم .
في الجهة الأخرى هناك طلبة وضعوا انفسهم في خدمة مشروعهم الدراسي ،وجعلوا التحصيل النزيه وسيلتهم لنيل الدرجات ،ووجدوا الى جانبهم أساتذة مربين وشغوفين بالبحث العلمي يؤطرون و يدعمون و يصاحبون الطلبة في مسارهم الدراسي.
إن نخبة حساسة من قبيل نخبة الطلبة وجب أن يفتح بخصوصها ورش وطني مفتوح لطرح بدائل و رسم خطوات للقطع مع هذه السلوكات التي تنخر الجامعة المغربية ،و تقتل فيها القيم التي جعلتها في الصفوف المتأخرة من لائحة تصنيف الجامعات عالميا.
فهل نستطيع أن نقر بالواقع ،و نعلن محاربته ؟
فهل تعتبرون ؟

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.