Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

الهندية “تكناريت”لمن استطاع إليها سبيلا،فاكهة لم تعد للفقراء

بقلم محمد عبيد 

تراجع العديد من أفراد الشعب عن التهافت على فاكتهم المفضلة صيفا مرغمين لا مخيرين بسبب ما عرفه تسويق فاكتهم  المعروفة باسم “الهندية” أو “الكرموس الهندي”، من ارتفاع مهول في سعر الحبة الواحدة… مما أثار انزعاج وغضب الكثير من المستهلكين، إذ أصبحت هذه الفاكهة، الملقبة باسم “فاكهة الفقراء”، باهظة الثمن بالنسبة للكثيرين .وتشهد الأسواق المغربية ارتفاعا كبيرا في أسعار فاكهة الهندية او ما يسمى ايضا ب”التين الشوكي”! قفز سعر الحبة الواحدة من ثمار التين الشوكي إلى بين 5 و10 دراهم (بين نصف دولار ودولار واحد). وعادة ما كان ثمن الحبة الواحدة لا يتجاوز نصف درهما على الأكثر (حوالي 0.10 دولار).

وارتفع سعر صندوق التين الشوكي في المغرب من 30 درهما (نحو 3 دولارات) ليصل مؤخرا 500 درهم (نحو 50 دولارا).
ويعزو العديد من المختصين في مجال الزراعة في المغرب ارتفاع سعر التين الشوكي إلى بعض الأمراض النباتية التي أثرت على كم الإنتاج.
ووفقا للبيانات الصادرة عن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية في المغرب، فإن مرض الكوشنيلا تسبب في تدمير حوالي 40 في المئة من محصول التين الشوكي، وتطلبت مكافحته تكاليف إضافية تقدر بنحو 15 مليون درهم (نحو 1.5 مليون دولارا).
وأفاد عدد من البائعين بأن هذه الفاكهة لم تعد متاحة للفئات الهشة التي تضررت قدرتها الشرائية من غلاء الأسعار، بعدما كانت الفاكهة المفضلة لجميع الأسر المغربية كيفما كان مستواها الاجتماعي والاقتصادي.
وأرجع بائعو التين الشوكي دوافع الغلاء إلى الأضرار التي خلفتها الحشرة القرمزية التي دمرت محاصيل هذه الفاكهة في السنوات الماضية، فضلا عن استعمالها بكثرة في المنتوجات التجميلية التي تجد إقبالاً مكثفا لدى النساء.
وشنّت السلطات الفلاحية حملة وطنية للقضاء على انتشار الحشرة القرمزية بالمحاصيل الزراعية المعنية، من خلال معالجة حقول الصبار المتضررة عن طريق الرش باستعمال آليات يدوية، إضافة إلى استعمال الطائرات.
ومع ذلك، سجلت الفعاليات المهنية ضعف نتيجة تلك الحملات الميدانية، مستدلة على ذلك بارتفاع أسعار الفاكهة بشكل مضاعف في الوقت الراهن، مؤكدة أن فاكهة الصبار (الهندية) صارت نادرة بعدما كانت موجودة بجميع المناطق.
في هذا السياق، قال عمر أوزياد، فاعل فلاحي ببني ملال خنيفرة، إن “أسعار الهندية غير مقبولة بتاتاً لأنها بلغت مستويات قياسية لم يعرفها المغرب أبداً”، مبرزاً أن “الفرد يكتفي بشراء حبتين إلى ثلاث حبات فقط”.
وأضاف أوزياد،، أن “التين الشوكي كان متاحا في أغلب مناطق المملكة بثمن رمزي، لكنه بات عملة نادرة في الوقت الراهن”، مشيرا إلى أنه “يباع بثمن باهظ بالشواطئ في الصيف”.
وذكر يوسف موجان، فلاح بدرعة تافيلالت، أن “التين الشوكي يستعمل لأغراض تجميلية وعلاجية في الآونة الأخيرة، ما دفع عدداً من منتجيه إلى تسويقه بالخارج، حيث تكون عائداته أحسن من تسويقه بالداخل”.
وأكد موجان، أن “المساحة المزروعة من التين الشوكي تراجعت بدورها في السنوات الماضية، نتيجة انتشار الحشرة القرمزية، وكذا ضعف الإيرادات المالية لهذه الفاكهة في ظل ارتفاع المصاريف”.
ولفت المتحدث الانتباه إلى أن “هذه الفاكهة لها فوائد صحية جمة على مستهلكيها، لكنها أصبحت مكلفة”، ليخلص إلى أن “موجة غلاء الأسعار انعكست على جميع المنتوجات، خاصة الزراعية، بسبب تداعيات الجفاف.
من جهة أخرى، سجل مهنيون أن المساحة المزروعة من التين الشوكي تراجعت بشكل هائل في السنوات الماضية، دون أن تقدم وزارة الفلاحة على تنزيل سياسة فعالة وناجعة لتعويض الخسائر.
فيما اعتبر عدد من المواطنين أن هذه الفاكهة لم تعد متاحة للفئات الفقيرة وعموم المغاربة، بعدما كانت متاحة بأثمنة في متناول الجميع…

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.