Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

المقاومون الشجعان : المقاوم عسو أوبسلام قاهر “الكلاويين”..

من المعروف أن عسو أوبسلام من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية في التاريخ المغربي الحديث والمعاصر. وقد اشتهر عسو أوبسلام بمحاربته للكلاويين والفرنسيين في الجنوب المغربي وانتصاره على المحتل في معركة بوگافر سنة 1933. وإذا كان عبد الكريم الخطابي قد أشعل نار المقاومة في جبال الريف، وموحا أوحمو الزياني قد أججها في جبال الأطلس المتوسط، فإن عسو أوبسلام قد حرض آيت عطا على مجابهة الاستعمار الفرنسي في الأطلس الكبير الشرقي وجبل صاغرو إبان الثلاثينات من القرن العشرين .ونلاحظ أن مقاومة عسو أوبسلام أشبه بمقاومة عبد الكريم الخطابي من حيث النهاية والمصير، لأنها انتهت بالاستسلام والتفاوض حقنا للدماء وإزهاق نفوس الأطفال والشيوخ والنساء في معركة تحررية غير متكافئة القوى بين الطرفين المتحاربين عددا وعدة. ويعد عسو أوبسلام من كبار المقاومين السوسيين في ثلاثينات القرن العشرين، فقد تولى شؤون قبيلة آيت عطا لبسالته وشجاعته المعروفة في القيادة وتأطير المقاومين وتوحيد قبائل آيت عطا والتمكن من التدبير المدني والعسكري والنجاح في عقد التحالفات بين قبائل الأطلس المجاورة لصد الغزاة.

وبعد تغلغل الاحتلال الفرنسي ومعاونيه من الكلاويين في الأطلس الكبير الشرقي وجبل صاغرو، تولى قيادة المقاومة الأمازيغية ضد الكلاويين والفرنسيين على حد سواء، وواجههم في معارك عديدة أهمها معركة بوكافر سنة 1933. ولم يستسلم هذا المقاوم إلا في 25 مارس1933 بعد اشتداد الحصار المفروض عليه برا وجوا، وتطويقه عسكريا من جميع الجهات، ما إلى الاستسلام والتفاوض وفق شروط كانت في صالح آيت عطا، وكانت وفاة عسو أوبسلام رحمه الله سنة 1963. انطلقت مقاومة عسو أوبسلام من الأطلس الكبير بين أحضان جبل صاغرو، ووجه مقاومته التي استهدفت محاربة التهامي الكلاوي الذي فرض سطوته على الجنوب في العشرينيات والثلاثينات من القرن الماضي، وساعده الفرنسيون على مد نفوذه على كل قبائل الجنوب ودعموه بالمال والأسلحة من أجل تطويق السوسيين والتخلص من مقاوميهم وأبطالهم الشجعان وثوارهم الأقوياء، وكل ذلك من أجل إشباع رغباته المادية والجسدية، وتقوية سلطته السياسية على منطقة الجنوب من مقره المركزي بمراكش، وتقوية مكانته الاجتماعية وفرض جبروته من أجل الاستيلاء على ممتلكات الآخرين وجمع أموالهم على حساب مصلحة الشعب ومصلحة الوطن العليا.
وهكذا، عمل الكلاوي وأتباعه من القواد ورجال الإقطاع على إثارة التفرقة في الجنوب وتشتيت وحدة الأمازيغيين من قبائل سوس، كما ساعدوا على تمكين الفرنسيين في منطقة الجنوب عن طريق زرع الفتن بين القبائل و نشر الخلاف بينها، وجذب بعض الزعماء إليهم وإبعاد الآخرين ومحاربتهم بالتحالف مع الجيش الفرنسي، وشن حملات عسكرية ضد المعارضين لسياستهم المهادنة للمستعمر الفرنسي، فحاربهم المقاوم الوطني بلقاسم النكادي في منطقة درعة إلى أن انتهت مقاومته في 1934 بعد أن حاصره الفرنسيون مستعملين في ذلك الطيران، فانتقل بعد ذلك للاستقرار في المغرب الشرقي. وقاوم عسو أوبسلام القوات الفرنسية مقاومة باسلة، سيما في المعركة المظفرة بوكافر التي انتصر فيها المجاهدون السوسيون انتصارا باهرا حير القادة الفرنسيين آنذاك، واعترف ضباط الاحتلال بهزيمتهم النكراء، بشكل أو بآخر، بشجاعة المقاوم القائد عسو أوبسلام حتى في لحظة استسلامه، كما انبهروا بصمود المجاهدين وصبرهم والدفاع عن أرضهم وحماية أعراضهم و الاستبسال من أجل الحفاظ على ممتلكاتهم وأرزاقهم..
عبد الله الكوزي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.