Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

المغرب.. تحديات حزب التجمع الوطني للأحرار مع اقتراب انتخابات 2026

مع اقتراب الانتخابات التشريعية المقررة في 2026، يتصاعد الجدل السياسي في المغرب حول أداء حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يقود الائتلاف الحكومي الحالي برئاسة عزيز أخنوش. وتشير العديد من القراءات السياسية إلى تراجع واضح في شعبية حزب الأحرار، نتيجة ما يعتبره مراقبون إخفاقًا في عدد من القطاعات الحيوية التي يشرف عليها وزراء منتمون للحزب.

ومن أبرز الملفات التي أثارت نقاشًا واسعًا، أداء وزير الصحة الحالي أمين التهراوي، الذي تولى الحقيبة خلال مرحلة التعديل الحكومي، بعد إعفاء البروفسور خالد آيت الطالب في ظروف غامضة وانتقامية.

ورغم الوعود التي قدمها الحزب بشأن تطوير المنظومة الصحية، يرى متابعون أن الوزارة لم تتمكن بعد من تقديم حلول هيكلية قادرة على استعادة ثقة المواطن في خدمات الصحة العمومية.

ويُعزى ذلك، حسب مراقبين، إلى غياب استراتيجية واضحة، والاكتفاء بإجراءات ظرفية، مثل بعض الإعفاءات وتزويد المؤسسات الصحية بتجهيزات محدودة، دون معالجة الخلل البنيوي الذي تعانيه المنظومة.

حزب الأحرار.. تحديات تنظيمية وانتخابية

تواجه قيادة الأحرار تحديات داخلية مرتبطة بما يسميه البعض ضعفًا في البنية التنظيمية، خصوصًا على مستوى استقطاب النخب السياسية المؤهلة. وتشير مصادر سياسية إلى اعتماد الحزب على شبكات من رؤساء الجماعات المحلية والمستشارين الجماعيين الذين يفتقرون في كثير من الأحيان إلى التكوين العلمي والسياسي، ما ينعكس سلبًا على صورة الحزب أمام الناخبين.

كما يُنتقد الحزب لاعتماده على الإمكانات المالية في تغطية حملاته وتنظيم أنشطته، ما يثير أسئلة حول تكافؤ الفرص في المشهد الانتخابي، ويغذي خطاب المشككين في “شرعية الإنجاز” الذي قاد الحزب إلى تصدر نتائج انتخابات 2021 بقدرة قادر..

الرهانات المستقبلية والسيناريوهات الممكنة

رغم الانتصار الانتخابي الذي حققه التجمع الوطني للأحرار في انتخابات 2021 لغرض الاطاحة بالعدالة والتنمية فقط، إلا أن المشهد السياسي الحالي يشي بتحول في المزاج الشعبي، خصوصًا مع تزايد الاحتجاجات الاجتماعية وارتفاع سقف التطلعات لدى المواطنين.

وتشير معطيات متداولة في الأوساط السياسية إلى إحباط داخل بعض قواعد حزب الأحرار نفسه، وسط توقعات بخروج عدد من المنتخبين والنخب منه، إما باتجاه أحزاب منافسة، أو بتفضيل عدم الترشح مجددًا.

في هذا السياق، يُتوقع أن يخوض الحزب معركة انتخابية صعبة في الاستحقاقات المقبلة، خاصة إذا ما تم تنظيمها في ظروف شفافة ومحايدة، مع ابتعاد ما يُوصف بـ”الأيادي الخفية” التي يُعتقد أنها ساهمت في صعود الحزب خلال الانتخابات السابقة، وفقًا لتحليلات صادرة عن بعض الفاعلين في الحقل السياسي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.