العثماني: الصحة النفسية تحتاج إلى علاج علمي مدعوم بالإيمان

أكد الدكتور سعد الدين العثماني، الطبيب النفسي ورئيس الحكومة السابق، على أهمية المزج بين الأساليب العلاجية الحديثة والقيم الروحية في تعزيز الصحة النفسية، مشيرًا إلى أن التوجيهات الدينية يمكن أن تكون داعمة للعلاج العلمي وليس بديلاً عنه.
وأوضح العثماني، خلال لقاء نظمه المجلس العلمي الأعلى، أن الصحة النفسية تشمل ثلاثة مستويات:
الصحة النفسية الإيجابية، والتي يعززها الإيمان والتدين، كما جاء في قوله تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
المشاكل النفسية العابرة، مثل القلق والتوتر، والتي يمكن التخفيف منها عبر التوكل على الله والاستعانة بالصبر والصلاة، وفقًا لقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين”.
الاضطرابات النفسية المزمنة، التي تتطلب علاجًا طبيًا متخصصًا، مع التأكيد على أن التدين الصحيح يساعد المرضى على التحمل والمواجهة دون أن يكون بديلاً عن العلاج.
كما شدد العثماني على ضرورة تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تربط المرض النفسي بضعف الإيمان، مؤكدًا أن كل إنسان معرض للإصابة بالأمراض النفسية مثلما يصاب بالأمراض الجسدية، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: “ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه”.
وفي ختام حديثه، دعا العثماني إلى تعزيز البحث العلمي في مجال الصحة النفسية، والاستفادة من المقاربات العلاجية التي تراعي البعد الديني والثقافي للمجتمع، مؤكدًا أن التوازن بين العلم والدين هو السبيل الأمثل لتعزيز الصحة النفسية.