Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

الصويرة: القصة القصيرة تحدث ثورة ثقافية نوعية بجيل مبدعي الهامش…

ذ.محمد العوني
تنسيق سعيد الهياق//

استضافت دار الطالبة بجماعة حد الدرى باقليم الصويرة مساء يوم السبت 13 ماي 2023 عرساً ثقافياً استثنائياً؛ احتفاء بمبدعات ومبدعي كتاب ” كؤوس تعانق الحلم”.

وشارك في تنظيم العرس الثقافي المائز كل من جمعية أمهات وآباء تلاميذ حد الدرى، المفتشية الإقليمية لمادة اللغة العربية بمديرية الصويرة وجمعية أصدقاء اللغة العربية.

وتندرج هذه المبادرة الثقافية النوعية في مجال الكتابة والإبداع في إطار الأنشطة الثقافية والفكرية التي أبدع خريطتها الجغرافية بإقليم الصويرة؛ القاص والروائي محمد كروم؛ مفتش اللغة العربية بمعية ثلة من الأستاذات والأساتذة والأطر التربوية ومثقفي ومبدعي منطقة الشياظمة من أجل الرقي بالإبداع التلاميذي بالهامش خارج قلعة المركز في القصة القصيرة والمسرح والفنون الجميلة.

وكان في استقبال وفود المؤسسات التعليمية والضيوف كل من الأستاذ محمد كروم وأعضاء المفتشية الإقليمية وجمعية أصدقاء اللغة العربية، مديرة دار الطالبة والسيد عبد الفتاح الهزطة عن مكتب الجمعية.

افتتح ملتقى الصويرة للقصة القصيرة التلاميذي في نسخته الثانية بآيات من الذكر الحكيم ثم وقف الجميع تحية للنشيد الوطني. وأشرف على تقديم فقرات العرس الثقافي كل من الأستاذ علي العظمي والأستاذة نهيد العثماني السبقي بكل اقتدار.

وشهد العرس الثقافي حضور الأستاذ العربي عكروش رئيس مصلحة الشؤون التربوية بالمديرية الإقليمية بالصويرة، القائد أحمد بطوطة عن قيادة حد الدرا إلى جانب رئيس الجماعة ورؤساء وممثلي بعض الجماعات الترابية بمنطقة الشياظمة.
هذا وقد توشحت الأمسية الثقافية كذلك بحضور ثلة من الشخصيات الوازنة في مجال الثقافة والمسرح والفنون الجميلة والإعلام بالإضافة إلى أمهات وآباء التلميذات والتلاميذ المشاركة في الملتقى.
واستهل الأستاذ العربي عكروش رئيس مصلحة الشؤون التربوية بالمديرية الإقليمية كلمته بالترحيب بضيوف ملتقى الصويرة للقصة القصيرة التلاميذي في نسخته الثانية مع تقديم الشكر للأستاذات والأساتذة والأطر التربوية الذين سهروا بكل جدية وإخلاص وقدموا عدة تضحيات جمة من أجل مواصلة تنظيم الملتقى الثاني للقصة القصيرة التلاميذي ” كؤوس تعانق الحلم” بعد النجاح الباهر الذي تحقق في الملتقى الأول ” وأخيراً فُتِح الباب” بتالمست.
وأشاد بعبقرية الأديب الأستاذ محمد كروم مهندس هذه الثورة الثقافية التي شهدتها منطقة الشياظمة لفائدة الإبداع التلاميذي والذي توج بالإصدارين السالفين الذكر مع إصراره الشديد على مواصلة هذه النهضة الثقافية رغم كل المعيقات والتحديات البنيوية.

وفي آخر كلمته تمنى أن تتظافر مجهودات الجميع بما فيها المجالس المنتخبة والسلطات المحلية وكل فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة لتشجيع هذه المبادرة الثقافية النوعية بإقليم الصويرة.
وجاء في كلمة مهندس هذه الثورة الثقافية الأستاذ محمد كروم: ” كؤوس تعانق الحلم” مجموعة قصصية أبدعها تلاميذ ينتمون إلى تسع ثانويات تأهيلية وإعدادية تابعة لمنطقة الشياظمة بمديرية الصويرة. وهي ثمرة لمجموعة من الورشات التي تم تنظيمها في المؤسسات المذكورة، وكان موضوعها تيمة الكأس.

نصوص المجموعة متميزة ومتمايزة على مستويات اللغة والبناء والشخصيات والأفضية والرؤى، والأقلام التي رصعتها. وهي قيمة ولبنة تنضاف إلى صرح السرد التلاميذي الذي دشناه ب ” أخيراً فُتِح الباب”
هذه البذرة ما كان أن تنبت، وتبرعم، ثم تزهر، فتسر الناظرين لولا تظافر جهود مجموعة من الأطراف:
1- أستاذات وأساتذة اللغة العربية الذين عملوا بتفان وإخلاص، فيهؤوا ظروف تنظيم الورشات، وتحملوا بمحبة قراءة النصوص، وفرزها ورقنها.
2- التلميذات والتلاميذ المشاركون في الورشات، الذين حضروا بأعداد كبيرة، تكتبوا بشغف طفولي، وقرؤوا نصوصهم بإمتاع ومؤانسة.
3- رؤساء المؤسسات التعليمية وأطرها الإدارية الذين فتحوا قلوبهم وأبواب المؤسسات في وجوهنا، وقدموا لنا الدعم والإبتسام ما ساعدنا على إنجاز المهمة على أحسن وجه.
4- المديرية الإقليمية ممثلة في المدير الإقليمي السيد نور الدين العوفي الغزاوي، ورئيس مصلحة الشؤون التربوية السيد العربي عكروش، الذين لم يدخرا جهداً في تحفيزنا، وتوجيه المراسلات، واستدعاء المشاركين في كل محطات هذا المشروع الحالم والطموح.
5- جمعيات الآباء في أغلب المؤسسات المعنية التي آمنت بمشروعنا، وشجعته، واحتضنته، ووفرت الشروط الضرورية لأبنائنا/ لأبنائها للانخراط فيه.
6- بعض رؤساء الجماعات الترابية الذين تحمسوا للمشروع، وأبانوا عن استعداد غير مشروط لدعمه وتشجيعه.
شكراً لكل هؤلاء، إذا كانت كلمة شكر تكفي للاعتراف بالجميل.
في آخر هذه الكلمة لابد أن نشير إلى أن مجموعة من نصوص الورشات التي لم تنشر بين دفتي الكتاب، نصوص جميلة، تستحق الاحتفاء والانتباه؛ لكن ظروف النشر، وحجم الكتاب، وضغط الزمان، أمور حالت دون ضمها. فمعذرة لكل هؤلاء، واعلموا أن باب الكتابة دائما مشرع على الحلم والأمل.
هنيئاً لنا بهذه النصوص، هنيئاً لنا بكؤوس الأمل، ولنشربها دهاقاً.” (ص 6) من الكتاب.
وبدوره نوه الأستاذ بوجمعة قائم عن الأستاذات والأساتذة والأطر التربوية بالمجهودات الجبارة التي قام بها الإطار التربوي المقتدر محمد كروم منذ إلتحاقه قبل عام بالمفتشية الإقليمية بمديرية الصويرة حيث ساهم في بشكل وافر في الثورة الثقافية بمنطقة الشياظمة خاصة وبإقليم الصويرة بصفة عامة.

وقد ساهم نجاح ملتقى الصويرة للقصة القصيرة التلاميذي الأول في تالمست في تغيير الخريطة الثقافية بالمنطقة بحيث أصبح الهامش منبعاً ومصدراً للإلهام والإبداع سواء في مجال السرد القصصي، المسرح والفنون:
” ببذلة أنيقة تزيده وقاراً، وذقن محلوق بعناية فائقة يضفي على محياه نضارة، وابتسامة دائمة تشق له القلوب طرقا سيّارة. يجوب بسيارته الخاصة هضاب الشياظمة؛ ترفعه نجادُها وتحطه وِهادُها. يطوف بين ثانوياتها ينقل وسط رياضها، يقطف أجمل أزهارها بجدية وحرص شديد، يُهاتف.. يضرب مواعيد يحدد محاضن، يهئ وينسق. يقوده شغف محموم وعشق مجنون للقصة القصيرة.
ونحن – أساتذة اللغة العربية – حضرنا مع الأستاذ محمد كروم هذه الورشات فكنا نتفاجأ بإنتاجات تلاميذنا الباهرة في كثير من الأحيان ، ونكتشف فيها جوانب أخرى من شخصياتهم حجبتها عنا نمطية الدروس المقررة…
لقد رقصتهم الكأس التي سقاهم الأستاذ محمد كروم، فصبّوا منها كؤوسهم محاكاة وتخييلا، سردا ووصفا وحوارا وتمثيلا حتى امتلأت، وفاحت قرائحهم نصوصا جميلة رقيقة بريئة كبراءة قلوبهم التي لم تلوثها بعد قذرات الحياة التي غاصت فيها أقدام الكبار.
فجزيل الشكر ومنتهاه وجميل التقدير وأوفاه منا – نحن أساتذة اللغة العربية – للأستاذ محمد كروم على هذه المبادرة التي أطلقها، والسنة الحميدة التي سنها، والأقلام الواعدة التي شحذها، راجين لهذه التجربة البديعة والفريدة العمر الطويل تشجيعا للناشئة وتكريسا لقيم الإبداع الجميل، الذي تحلو به الحياة وتطيب، وتسعد به النفوس فلا تشقى ولا تخيب.” (ص 8-9 )
وجاءت كلمة الأستاذة فاطمة جلولي رئيسة جمعية أصدقاء اللغة العربية جد موجزة وغاية في غاية الدقة والجمال بحيث تقدمت ببطاقة تقدير وعرفان بالجميل للأستاذ محمد كروم مهندس الثورة الثقافية بمنطقة الشياظمة خاصة وبإقليم الصويرة بصفة عامة.
ولامست كلمتها بكل إبداع ما جاء في كلمة الأستاذ قائم بوجمعة بدون تكرار ما احتوته من آيات الشكر والتقدير.
وبدورها رحبت مديرة دار الطالبة حد الدرى بكل الأطر التربوية بمختلف الثانويات التأهيلية والإعدادية التي ساهمت في هذه الملحمة الثقافية والفنية الكبرى. وأيضاً بالسلطات المحلية وبمجلس دار الطالبة ورؤساء جمعيات أمهات وآباء التلميذات والتلاميذ المشاركون إلى جانب التنويه بكل الفعاليات الثقافية والفكرية بإقليم الصويرة وأيضاً بضيوف الملتقى الذين حجوا من كل فج عميق بربوع الوطن.
مما يؤكد الأصداء الطيبة التي خلفها ملتقى الصويرة للقصة القصيرة التلاميذي في نسخته الأولى بتالمست؛ ومؤكدة أن دار الطالبة ستظل تفتخر باحتضانها لهذه النسخة الفريدة المنفردة كي تكون مفتاح باب القراءة والكتابة والإبداع.
وقبل بداية مسابقة العروض المسرحية كانت المفاجأة الكبرى كلمتي التلميذتين:
كريمة الخبري الفائزة بالجائزة الأولى لأحسن نص قصصي بمجموعة ” كؤوس تعانق الحلم” والتي أبهرت الجميع بقراءة نص” حسناء الكأس” وقد جمعت بين حسن الأداء وفن السرد القصصي بعبقرية فذ تفوق فئتها العمرية. لتأكد أن الإبداع يتجاوز مقياس الزمن.
أما كلمة التلميذة كريمة بوراضي مفاجأة برنامج الملتقى؛ والتي ألحت وأصرت على إلقائها عبر قنوات اللجنة المنظمة؛ فجاءت رسالة عميقة وجد مؤثرة أبكتها وزعزعت كيان كل الحاضرين لبراعة الفصاحة والبلاغة واختيار أجمل معني زخرفة الكلام لفائدة الأستاذ والمربي بصفة عامة.

جاءت كلماتها بأسلوب بديع مرصع بآيات الشكر والتقدير وهي رسالة بالاعتراف بالجميل لفائدة الأستاذ قائم بوجمعة المربي والأب والمؤطر النبيل.

مما يؤكد أن منزلة المعلم/ الأستاذ ستظل قائمة الذات ولن يزعزع عرشها فلتات زمن العتمة ونكران الجميل.
وسارت كلمات كل من الأستاذ عبد الحميد مدير الثانوية التأهيلية حد الدرى، عبد الفتاح الهزطة رئيس جمعية أمهات وآباء التلاميذ بحد الدرى نيابة عن باقي الجمعيات، كلمة الفعاليات الثقافية والفكرية بالمنطقة في نفس المنحى.
وبدرهما أشادا كل من الدكتور عبد الرزاق المصباحي، حسن الرموتي عن لجنة التحكيم حكيم بالتضحيات والمجهودات الجبارة التي قام بها الأستاذ محمد كروم الأديب المبدع في مجال الكتابة والإبداع لفائدة التلميذات والتلاميذ بإقليم الصويرة والتي توجت بتنظيم ملتقى الصويرة للقصة القصيرة التلاميذي بتالمست السنة الماضية بتقديم وتوقيع كتاب ” أخيراً فُتِح الباب” بمشاركة أزيد من أربعين مبدعة ومبدع؛ ثم تواصل حلم الكتابة والإبداع بنفس العزيمة والإصرار اللامتناهي بتنظيم الملتقى الثاني بتقديم وتوقيع كتاب ” كؤوس تعانق الحلم” بمشاركة أزيد من 80 مشاركة ومشارك بنسبة أزيد من مائة بالمائة مع تقليص العدد لأسباب موضوعية تطرق إليها الأستاذ محمد كروم في كلمته الافتتاحية.
وأقرا كل أعضاء لجنة التحكيم في القصة القصيرة بالصعوبة البالغة في فرز النصوص موضوع الورشات نظرا لتقارب المستوى وكذلك لجودة جل النصوص؛ وكلها ثمرات إيجابية بالمجهودات الجبارة التي قامت بها الأستاذات والأساتذة في تأطير الورشات بالمؤسسات التعليمية التسعة التي شاركت بأجود تلميذاتها وتلاميذها في المسابقة السالفة الذكر.

وتخللت فقرات العرس الثقافي سمفونيات موسيقية للأستاذ عبد المنعم بعنو؛ المطرب الأصيل والتي شنفت أسماع الحضور بوصلات موسيقية من روائع الزمن الذهبي للموسيقى العربية.

وبعد ذلك كان الحضور مع موعد شريط وثائقي يوثق لأهم محطات الورشات بكل المؤسسات التعليمية المشاركة في الملتقى عبر الصوت والصورة؛ والذي أشرف على إعداده بكل امتياز الأستاذ زكرياء الأزعر.
كما استمتع الحضور بقراءات قصصية لثلة من المبدعين بمشاركة القاص عز الدين الزريويل، القاص حسن الرموتي بالإضافة إلى قراءة ماتعة لأحسن نص قصصي ” حسناء الكأس” للتلميذة كريمة الخبري الفائزة بالجائزة الأولى في مسابقة القصة القصيرة.
لتبدأ بعد ذلك مسابقة العروض المسرحية المستوحاة من كتاب ” كؤوس تعانق الحلم” والتي أشرفت عليها لجنة تحكيم مستقلة مكونة من المبدعين: أحمد بومعيز ويوسف الأزرق.
وجاءت العروض كالآتي:
– رقصة الأفكار من تقديم فرقة الحالمون للمخرج الأستاذ زكرياء الأزعر بمؤسسة علال الفاسي
– طريق الكأس من تقديم مبدعون منذ الطفولة للمخرج امبارك هرويد بالمركب التربوي طه حسين
– كؤوس تعانق الحلم من تقديم فرقة الأمل للمخرج عبد اللطيف أيت المودن بالثانوية التأهيلية الأمل بتافتاشت
– كأس الشؤم من تقديم المبدعون المتحدون بإشراف الأستاذ عبد المغيث الغرباوي بمؤسسة محمود درويش
– صدى الكأس من تقديم فرقة ما وراء الغيوم؛ ثانوية تالمست.
وبعد المداولة المارطونية لجودة كل العروض المشاركة؛ جاءت النتائج بالتفصيل كالآتي:
– جائزة أحسن دور ذكور فاز بها التلميذ حمزة بوحوش من ثانوية محمود درويش
– جائزة أحسن دور إناث فازت بها التلميذة زهيرة الغوفي من ثانوية علال الفاسي
– جائزة أحسن إخراج فاز بها الاستاذ عبد اللطيف أيت المودن من ثانوية الأمل
– جائزة أحسن العمل المتكامل فازت بها مسرحية كؤوس تعانق الحلم للمخرج عبد اللطيف أيت المودن.

وبالموازاة مع أنشطة الملتقى تم تنظيم مسابقة للفن التشكيلي؛ وفاز التلميذ أيوب محسن من مؤسسة نجيب محفوظ. وأشرف على المسابقة لجنة تحكيم مكونة من: الأستاذ يوسف أبو ريشة، الأستاذة عائشة لشهب، خالد الدغوغي.
وقد أشادت الأستاذة عائشة لشهب بالمستوى الرفيع لمختلف الأعمال موضوع المسابقة؛ وكانت فوارق فنية بسيطة حاسمة في فرز الفائز لتقارب المستويات الفنية والإبداعية لدى المشاركين.
وقد عبر جميع المحتفى بهم في الملتقى عن سعادتهم بالمشاركة أولاً في الملتقى ثم عبروا عن فرحتهم بالفوز بالجوائز برسائل الشكر والتقدير كل حسب مشاركته بكل تلقائية وعفوية للأستاذات والأساتذة والأطر التربوية المشرفين على تنظيم الملتقى مع تخصيص وافر الشكر والتقدير للأستاذ محمد كروم مهندس هذه الثورة الثقافية بإقليم الصويرة.

وشهد حفل توقيع كتاب ” كؤوس تعانق الحلم” حضور تلاميذي مكثف وإقبال مبهر على الكتاب من طرف أمهات وآباء الجمعيات المشاركة إلى جانب الأساتذة والشخصيات الثقافية والإعلامية؛ وذلك في إطار تشجيع وتحفيز المبدعات والمبدعين على مواصلة التوهج في مجالات الكتابة والمسرح والفنون الجميلة
وفي ختام الحفل الختامي نظمت اللجنة المنظمة حفل شاي على شرف المحتفى بهم والضيوف.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.