الشرقاوي يدعو إلى دعم قدرات إعلام التنوير في المغرب لمواجهة إعلام التغرير.
فاس 21 فبراير 2023
دعا الخبير في سوسيولوجيا التواصل، الدكتور محمد سالم الشرقاوي إلى دعم قدرات إعلام التنوير في المغرب لمواجهة إعلام التغرير والحد من مخاطر تجاوز بعض وسائل الإعلام الدولية للأعراف والقوانين والتقاليد في استهدافها لنجاحات المغرب، بالدعاية المُمنهجة والتوجيه المغرض والتوظيف السياسي لخدمة أجندات بعينها.
وقال الشرقاوي الذي كان يتحدث أمس (الاثنين 20 فبراير 2023) في محاضرة بعنوان: “الإعلام والسوسيولوجيا: بين تقاطعات التنوير ونوازع التغرير” نظمها مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل بكلية ألآداب سايس – فاس، إن “التجاوز المادي أو الرمزي” للحدود والقوانين والأعراف، في علاقات الإعلام بالمجتمع بات يتجسد في مظاهر “التوليف والافتراء والتبرير” التي تُطالعنا في إعلام الدولة العميقة بفرنسا، على الخصوص.
ولفت الشرقاوي إلى ما يبذله الإعلام بمختلف وسائطه لدى جيراننا ولدى بعض الإعلام الفرنسي، لتطويع العملية الاتصالية للتغرير بالرأي العام، وفصل الحقائق وتحجيمها، من خلال تقنيات التمييز والوصم و الاختزال والتجميع من دون المطابقة، في محاولة تقويض النموذج المغربي والتشكيك في مؤسساته الضامنة للأمن والاستقرار والتنمية.
وأوضح الشرقاوي في معرض تفسيره إلى هذا التوظيف التغريري للإعلام أن تحولات المجتمع المغربي وامتدادات الدولة ومصالحها في أفريقيا وفي العالم، باتت تُقلق أكثر من جهة، مما يُبرر هذا التدفق الإعلامي المُمنهج للحد من توهج البلد وضرب مصالحه، والتأثير في وحدته الوطنية ولحمته المجتمعية.
وتعمد وسائل الإعلام المذكورة لبسط نظرية المعرفة بواقع يستند إلى المصادر “السرية” لتوفير القابلية والرغبة المنشودة لتحصيل المعلومات عند العامة، وذلك بتسريب “معطيات” لا يجدها المغاربة في وسائل إعلامهم، لأنها ببساطة مُلفقة وغير صحيحة، يزعم أصحابها أنها قد تنجح في استمالة الرأي العام وتوجيهه برسائل تعزف على وتر اتجاهاته العاطفية والسيكولوجية.
وشدد الشرقاوي على مواجهة ذلك النهج بدعم قدرة إعلام التنوير على تملك أدوات النقد المنهجي لمقاربة هذا السلوك (الغربي) المستبد والمتعالي ومواجهة إعلام التغرير الذي يجتهد، بكل الوسائل، لفرملة نزوع المملكة المغربية إلى الاستقلالية.
وأشار الشرقاوي إلى أن الدينامية المتسارعة لتطور العداء المستبد، في الآونة الأخيرة، تجاه المغرب من أطراف أوروبية، على حد قوله، من خلال اتساع في تدفق الأخبار الكاذبة والمعلومات وسرعة إتاحتها للجمهور، تضاعف من المسؤولية الجماعية لضمان أقصى حد من الحماية للفئات الأكثر عُرضة لمخاطر التغرير، وذلك بإتاحة المعلومات الصحيحة للباحثين عنها على أوسع نطاق ممكن.
وراهن الشرقاوي في نجاح مواجهة إعلام التغرير من خلال ما أسماه استناد إعلام التنوير على القيم لبناء المجتمع وحماية وحدته الوطنية، والقيام على معاني إنسانية ومفاهيم أخلاقية حتى لا تجد وسائل التغرير الأوروبية القبول الذي كانت تأمله لدى الفئات المستهدفة برسائلها، لاصطدامها بوعي المغاربة وقدرة مؤسسات البلاد على تطويع إستراتيجية عدد من البلدان التي كانت تحاول إخضاع المغرب لديكتاتورية الترهيب والابتزاز.