Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

الشجار بين جماهير شباب هوارة وأمل تيزنيت : قراءة سيكولوجية وسوسيولوجية.

بقلم محمد جواد سيفاو
شهدت المنافسات الأخيرة بين جمهوري شباب هوارة وأمل تيزنيت توترات يمكن فهمها من خلال تحليل سوسيولوجي وسيكولوجي يعكس العوامل التي تؤدي إلى تصاعد العنف في أوساط الجماهير الرياضية، خاصة في المجتمعات التي تتسم بتنوع ثقافي وعرقي. في هذا السياق، يلعب الانتماء العرقي والهوية المحلية دورا مهماً في تشكيل سلوكيات الجماهير، حيث تتجاوز المنافسة الرياضية حدود الملعب لتصبح تعبيرا عن الهوية الجماعية والرغبة في تأكيدها أمام الآخر.
في المجتمعات المتعددة ثقافيا، مثل المغرب، قد يتعزز لدى بعض الجماهير شعور بالتفوق الثقافي أو التمايز العرقي، مما يشعرهم بأن فوز فريقهم هو بمثابة انتصار لهوية جماعية أوسع. هذا الشعور بالانتماء يقود المشجعين إلى الدفاع عن “هويتهم العرقية” كلما شعرت بأن الفريق المنافس يمثل تحديا لها. مثل هذا الشعور، عندما يمتزج بالحماسة الرياضية، يعزز احتمالية وقوع مواجهات أو مشاحنات.
تجتمع عوامل الإثارة الجماعية والعدوى العاطفية لتشكل بيئة مشحونة حيث يسهل على الأفراد الانخراط في سلوكيات دفاعية وعدائية. ويزداد هذا التأثير في سياقات الصراع العرقي الضمني، حيث يتحول التنافس الرياضي إلى مساحة يُعبَّر فيها عن مظالم اجتماعية أو إحباطات تتجاوز نطاق الرياضة. مشجعو الفرق في هذه الحالة قد يتصرفون دفاعاً عن كرامة الجماعة وهويتها، لا عن الفريق الرياضي فحسب، الإحباط الناتج عن الخسارة يضيف طبقة أخرى من العدائية. فعندما يشعر المشجعون بأن فريقهم هزم على يد فريق ينتمي لمنطقة ذات هوية ثقافية مغايرة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تأجيج مشاعر الغضب الجماعي وتحفيز السلوك العدائي. ويتم تعزيز هذه المشاعر أكثر من خلال تأثير وسائل الإعلام التي قد تضخم الأحداث، خاصة عندما تركز على التوترات العرقية أو تنقلها بطريقة تزيد من حدة الصراع وتصور المنافسة كصراع بين ثقافات متعارضة.
هذا التداخل بين العوامل العرقية والثقافية في النزاعات الرياضية يؤكد ضرورة معالجة هذه الظاهرة من خلال تعزيز قيم التسامح والروح الرياضية، وكذلك توعية الجماهير بأهمية فصل المنافسة الرياضية عن النزعات الثقافية والعرقية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.