السلطة تمنع مناقشة كتاب يتهم السعودية بدعم للإرهاب وسط استنكار واسع
منعت السلطات بمدينة سطات، لقاء ثقافيا حول كتاب يحمل عنوان “مملكة الكراهية: كيف دعمت العربية السعودية الإرهاب العالمي الجديد” الذي ترجمه المترجم محمد جليد عن اللغة الإنجليزية عام 2014، بعدما كان مبرمجا أن يناقَش الكتاب أول أمس الجمعة، في مقهى فلسطين من تنظيم من جمعية الشعلة للتربية والثقافة، وذلك بمشاركة مترجم الكتاب والشاعر عبد الهادي الفحيلي.
الكاتب عبد الهادي الفحيلي أوضح في تدوينة على حسابه بفيسبوك، أن المنع كان بذريعة أن الكتاب لا يتماشى وتوجهات المملكة المغربية، وفق تعبيره، مشيرا إلى أن السلطات أخبرت القائمين على اللقاء وصاحب المقهى الذي كان مقررا أن يحتضن النشاط، بمنع اللقاء.
المترجم محمد جليد الذي يشتغل بجريدة “أخبار اليوم”، علق على منع اللقاء بالقول: “حزين وسعيد في الآن ذاته، حزين لأن السلطات منعتني اليوم من التفاعل مع مثقفي وقراء مدينة سطات بخصوص ترجمتي لكتاب مملكة الكراهية، وسعيد بحجم التضامن الثقافي والإنساني الذي عبر عنه الأصدقاء والصديقات الغيورون والفعاليات الثقافية المحلية والوطنية”.
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسطات، أعلنت في بلاغ لها عن تضامنها المطلق مع جمعية “الشعلة” التي كانت ستنظم اللقاء، مشيرة إلى أنها بصدد جمع كل المعلومات المتعلقة بهذا المنع.
ناشط فيسبوك أوضح أن الكتاب الذي ألفه الدبلوماسي “الإسرائيلي” السابق “دوري غولد”، يكشف بالوثائق الرسمية والتواريخ والأرقام والإحصائيات، كيف تسهم المملكة العربية السعودية في تغذية الفكر الديني المتطرف وتنمية النزعات التكفيرية للفكر الوهابي علانية وجهارا تارة وسريا تارة أخرى، حسب قوله.
وأشار إلى أن الكتاب يوضح أيضا “كيف أن الإدارات الأميركية جمهورية كانت أم ديمقراطية، تتعامل مع المملكة بطريقة ازدواجية مثيرة للغرابة، ومتناقضة مع القيم الديمقراطية التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية كعقيدة ثابتة تفرضها على جميع الدول التابعة تحت هيمنتها، وهي علاقة تشبه وتتقارب كثيرا من موقف أمريكا من إسرائيل”.
الكاتب عياد أبلال حذر في مقال رأي له مما سماه “عودة الرقابة الفكرية باسم الدبلوماسية”، فيما اعتبرت الناشطة لطيفة الأزرق أن “هذا السلوك البليد يضعهم موضع الاتهام، إذ يعكس تأويلهم السطحي للعنوان (تأويل مول الفز)، إلى متى يسير أمورنا بلداء ينحازون إلى الكراهية ؟”، وفق تعبيرها.
وعلق الناشط عبد الطيف حاجي بالقول: ” كنتي دير “إمارة الكراهية” والكلام يكون على قطر طبعا، وتشوف الاحتفاء به من داخل السعودية والبحرين والمغرب”، فيما اعتبر ناشط آخر أن المنع هو “مؤشر خطير لتراجع أو لردة حقوقية واضحة”، وفق تعبيره، وكتب ثالث: “ظهير الحريات العامة الموروث.. هو دستور 2011 ما تزاد ما نقص غير كثروا من التوابل”.