Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

الدخول المدرسي…جمال خارجي،وخراب داخلي

بقلم فيصل بوحيل.  

هاهو الدخول المدرسي أطل علينا من جديد وهذه المرة بحلة جديدة ووزير جديد بخطوات أولى في ميدان التربية والتعليم،ولعل الرغبة الأولى للسيد حصاد هي إعادة المدرسة المغربية إلى سابق عهدها،تلك المدرسة التي أنتجت لنا عدة نخب حملت المشعل بعد الاستقلال،إن قمنا بمقارنة الماضي بالحاضر سنلاحظ أن تلك المدرسة فقدت جزء من قيمتها اليوم،بعد أن أصبحت تنتج لنا أجيال تعاني داخل مجتمعها,ذلك نتيجة عدة أسباب لسنا مجبرين للخوض فيها.

لكن بعد التغيير الذي عرفته وزارة التربية الوطنية بدأ ورش الاصلاح رغم أن هذه العبارة نسمعها دائما بقدوم كل وزير،ولعل أول شيئ تم التفكير فيه هو تأهيل المدرسة العمومية على مستوى البنية،عن طريق اعادة صباغة المدارس لتتخذ بذلك حلة جديدة مع اضافة طاولات جديدة وتأهيل عدة مرافق بالمؤسسات لترقى إلى المستوى المطلوب،ثم فتح باب التسجيل قبل انتهاء الموسم الدراسي ليستعد الكل لموسم  آخر اعتبر استثنائيا وفق عدة اعتبارات،تبعتها عدة مذكرات وزارية تحدد تاريخ توقيع محاضر الخروج والالتحاق لضمان بداية سلسة ومبكرة لموسم دراسي جديد،مع فرض هندام مناسب للعمل الذي يقوم به الأستاذ,دون اهمال ذلك بالنسبة للتلاميذ،كلها اجراءات لا يمكن انكار أنها لقيت استحسانا لدى الكثيرين فيما لقيت تهكما لدى الآخرين،ولكل رأيه في الميدان وجب احترامه،فالكل يبحث عن ظروف عمل ملائمة.

لكن السؤال المطروح،هل هذه الاجراءات كافية وكفيلة بإعادة التعليم إلى السكة الصحيحة ؟ بطبيعة الحال لا وألف لا،فالتعليم بالمغرب يمكن تسميته بالرجل المريض الذي تنخر جسده عدة أمراض،فلا يهم أن تكون المدرسة بأبهى حلة لتنتج لنا طاقات للمستقبل بقدر ما يهمنا المردود و لاشيء غير ذلك،فوجب التفكير في المقررات الدراسية التي أصبح بعضها متجاوزا وجب تغييرها بأخرى تحقق النتيجة المرجوة عوض تنقيحها عند بداية كل موسم دون المس بدروس أكل عليها الدهر وشرب،كل هذا جعل من بعض المقررات لا ترقى لمستوى التطلعات،اضافة إلى مشكل الإكتضاض بالأقسام فأصحاب الميدان يدركون مدى صعوبة التعامل مع قسم مكتظ يتجاوز فيه عدد التلاميذ أحيانا الأربعين،رغم أن الوزارة سعت لتجاوز ذلك بأساتذة التعاقد وهذا مشكل آخر وجب التركيز عليه.

فبعض المتعاقدين وليس الكل  ليست لهم تجربة في التعليم عكس آخرين اكتسبوها في القطاع الخاص،هؤلاء الأساتذة سيلتحقون بمقرات عملهم بعد أن خضعوا لتكوين نظري لم يتعدى عدة  أسابيع أو بالأحرى عدة أيام،هنا نقف لنتأمل في ماهية النتائج المتوخاة من وراء هكذا اجراءات،التكوين النظري ليس بالكافي إن لم تكن هناك ممارسة داخل الفصل،البعض سيجيب ببرمجة  تكوينات موازية على طول السنة الدراسية،إذن هنا وجب أن لا نبحث عن الجودة منذ البداية بل وجب علينا أن ننتظر حتى تتراكم التجربة،عموما لنا مطلب واحد هو أن يكون لب المدرسة المغربية أجمل كخارجها الذي تم ترميمه ليسر الناظرين،هدفنا هو مدرسة تنتج أكثر مما تستهلك،مدرسة تنجب لنا أجيالا قادرة على تحمل المسؤوليات في المستقبل لا جيلا فاشلا في بداية مساره وهو داخل أسوار المدرسة،ووفق كل هذا وجب من الكل أن يساهم كل من جهته من أسرة ومجتمع ومدرسة لتحقيق الهدف المنشود. 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.