Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

الدخول الجامعي بالمغرب يعيد غياب “عُرف” الدروس الافتتاحية إلى الواجهة

بمناسبة الدخول الجامعي في المغرب، انتقد أساتذة جامعيون تخلي بعض الجامعات والكليات عن الدروس الافتتاحية التي كانت تلقى بهذه المناسبة، داعين في الوقت ذاته إلى إعادة إحياء هذا العرف الأكاديمي الذي يعد محطة مهمة للتداول والنقاش في قضايا ذات أهمية تهم مختلف الحقول والمجالات، واستضافة قامات علمية وفكرية وسياسية في إطار انفتاح الجامعة المغربية على محيطها المجتمعي واهتمامها بقضاياه.

في هذا الإطار، قال عزيز ياسين، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة ابن زهر بأكادير، إن “الدروس الافتتاحية، التي تجرى بمناسبة الدخول الجامعي، كانت تعد محطة مهمة لمناقشة قضايا كبرى بحضور أساتذة ودكاترة كبار”.

وأضاف الأستاذ الجامعي سالف الذكر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه الدروس الافتتاحية كانت تتداول في شأن قضايا يصل صداها إلى الإعلام والفاعلين والمهتمين في مختلف التخصصات”.

وسجل ياسين أن “الملاحظ أن الجامعات تخلت عن هذا العرف لمجموعة من الاعتبارات والأسباب، حيث كانت هذه الدروس توفر فرصة لعرض نتائج وخلاصات أبحاث علمية وأكاديمية أنجزها باحثون كبار. كما كانت أيضا مناسبة لتسهيل إدماج الطلبة في الحياة الجامعية وتنويرهم بشأن مجموعة من المواضيع، إضافة إلى تشجيعهم على البحث والتحصيل الأكاديميين”.

وبيّن المتحدث ذاته أن “الدروس الافتتاحية على مستوى الجامعات لها دور كبير ليس فقط على مستوى إشعاع الجامعة؛ وإنما أيضا على مستوى الحياة الطلابية، وهي عرف جميل افتقدته الجامعة المغربية التي أصبح الدخول الجامعي فيها مقترنا بانشغالات واهتمامات إدارية محضة مرتبطة بتسجيل الطلبة الجدد وغيرها”، داعيا في الوقت ذاته إلى “إعادة إحياء هذا العرف الذي كان له دور مهمة في تاريخ الجامعة المغربية”.

من جانبه، أورد عباس الوردي، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن “الدروس الافتتاحية على مستوى الجامعات المغربية تعدّ من بين المقومات الأساسية لاستقدام القامات العلمية والفكرية والسياسية من أجل إعطاء مجموعات من التصورات الكبرى للطلبة الجدد وتأطيرهم ومواكبتهم تماشيا مع الرهانات والنقاشات الكبرى التي يعرفها المغرب”.

وسجل الوردي، في تصريح لهسبريس، أن “هذه الدروس قل منسوبها على مستوى الجامعات المغربية، وتم التفريط فيها؛ وهو ما يعد خسارة كبيرة، خاصة أنها كانت تبصم على اهتمام الفاعل السياسي والاقتصادي والثقافي بالوسط الجامعي”، لافتا إلى أن “الأمر يتعلق بمحطة أكاديمية مهمة في التكوين الجامعي تسهم في تكوين ثقافة سياسية واقتصادية مهمة لدى الطلبة الجدد”.

ودعا المتحدث ذاته هو الآخر إلى “إعادة إحياء هذه الدروس كونها حلقة وصل مهمة بين المعارف النظرية التي يتلقاها الطلبة وبين الممارسة التطبيقية؛ وهو توجه يتماشى مع استراتيجية الدولة التي تراهن على تكوين الأجيال وبناء الكفاءات القادرة والمؤهلة لاستلام مقود التدبير العمومي”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.