Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

الحركة الامازيغية ” بين واقع الحال وهرطقات مراهقي السياسة…

على إثر مجموعة من المحطات النضالية آخرها الوقفة الرمزية حول الحريات العامة أمام البرلمان وما تلاها من تداعيات وردود الفعل السلبية لبعض العناصر التي تحسب نفسها على الحركة الامازيغية ، تكونت لدينا قناعة جوهرها ان البعض ممن يدعي اليوم احتكار الحديث باسم الحركة الامازيغية هم مجرد كائنات افتراضية بالاساس ، تستعرض عضلاتها على مواقع التواصل الإجتماعي من فايس و واتساب…!؟
أماعندما يتعلق الأمر بالتحرك الميداني فلا أثرلهم في الساحة …!
والطامة الكبرى أن العذر أكبر من الزلة فتبريراتهم تطغى عليها الشوفينية الضيقة من قبيل التخصص في قضية الأرض أو التخندق وراء الهوية الآمازيغية المفترى عليها
فمتى كان الحق في الارض والحقوق اللغوية والثقافية مفصولة عن قضايا الدفاع عن حقوق الإنسان وصيانة مكتسبات الحريات العامة التي تتعرض للإنتهاك يوما بعد يوم…؟؟..؛
إن هذا النوع من الطروحات من الأسباب الأساسية لعزلة بعض الناطقين باسم ” الحركة الآمازيغية ” داخل المجتمع وانعزالهم المثير للشفقة عن باقي الحركات الإحتجاجية للشارع المغربي… ؛
ومن هنا يتضح جليا ان أزمة ” الحركة الأمازيغية ” وخلفيات عزلتها تكمن أساسا في هلوسات البعض من دعاتها المنغلقين على أنفسم ، المنعزلين عن انشغالات الشعب المغربي وهمومه وعن نضالات الفاعلين الحقوقيين والجمعويين من أجل الأرض ، الحريات العامة العيش الكريم و البعيدين كل البعد عن الممارسة الميدانية الملموسة المبنية على أسس ديمقراطية متفتحة على الجميع تراعي كل مكونات المجتمع بمختلف اطيافها وتعبيراتها ….
وأن من يتكلم اليوم باسمها اقصائي شوفينيي يريد احتكار القضية لغة ، ثقافة وأرضا يتعالي عن الوضعية السياسية الإجتماعية والثقافية بكل إكراهاتها في جهل فظيع بميزان القوى الحقيقي في الساحة السياسية وعجز تام عن بناء البديل الذي يراعي الواقع الحقيقي لأغلب مكونات الشعب المغربي ….؛
لقد اتضح بالملموس أن بعض دعاة القضية الآمازيغية ليسوا سوى كائنات زرقاء ينحصر وجودها في الفضاء
الأزرق لا يستطيعون ترجمة مواقفهم الى ممارسات في اطار تنظيمات او أفعال نضالية ميدانية حقيقية تستقطب ، تتفاعل وتتعايش مع مختلف الفاعلين بتنوع توجهاتهم وتعدد مشاربهم وذلك بفعل الشوفينية الضيقة التي تحجب عنهم إمكانية الرؤية الواضحة لمجريات الواقع المعاش….؛
بل إن مهمتهم تنحصر في تبخيس مجهودات الآخرين ، الطعن في المناضلين المتواجدين بالساحة سواء في مواجهة التراجعات الحاصلة في مجال الحريات العامة أو في التصدي لمخططات الترامي على الأراضي من طرف المياه والغابات حيث يقتصر دورهم فقط في وضع العصا في الرويضة إبان المحطات الحاسمة و عرقلة كل عمل ميداني يستهدف تحقيق مطالب المواطنات والمواطنين عربا كانوا أم آمازيغ….!؟
والمثير للإنتباه أن البعض من هؤلاء يتعامل مع تسمية الحركة الأمازيغية وكأنها تحيل على تنظيم له هياكله ومسؤولوه والمكلفون بالحديث باسمه، و يسعى جاهدا بناء على مسلمات يضعها و معايير معينة يحددها لوحده إلى تصنيف ماهية الهوية الآمازيغية وفقا لهواه ، وعلى أساس تلك المعايير الموضوعة تعسفا يدخل ويخرج من يشاء في خانة ما يسميه ب “الحركة الأمازيغية”….!؟؛
وفي الحقيقة ، فإن المتمعن في الموضوع لن يجد في الأدبياب الأمازيغية تعريفا واضحا ودقيقا لمفهوم الحركة الآمازيغية إذا استثنينا تعريفين مشهورين هنا :
الأول يعود لسنة 1980 بعد الربيع الأمازيغي من اقتراح سالم شاكر و سعيد سعدي ومنشور في مجلة تافسوت و مضمونه أن “الحركة الأمازيغية ليست حزبا سياسيا ولا تقدم نفسها بديلا للأحزاب السياسية الموجودة، بل هي حركة تضم كل من يتبنى تعريفا مغايرا للتعريف الرسمي للهوية الجزائرية”.
و الثاني قدمه ودافع عنه الأستاذ الباحث الحسين واعزي في أطروحته المنشورة سنة 2000 حيث اعتبر الحركةالآمازيغية ما مفاده ” كل من يسعى للدفاع عن الأمازيغية بمختلف الأشكال وفي مختلف المجالات بوعي عصري”.
مما سبق ومن خلال التعريفين المشار إليهما يبدو جليا أن مفهوم الحركة الأمازيغية مفهوم شاسع وفضفاض على عكس ادعاءات الإقصائيين…؟!؛
وحتى في ميثاق آكادير الذي وقعه فاعلون آمازيغيون باسم جمعياتهم لا يتضمن أية إحالة على هذه التسمية وعليه ، فمن الصعب إن لم نقل من العبث أن يتحدث شخص ما او مجموعة من الأشخاص باسم هذه الحركة بشكل مطلق وإقصاءي كما أنه لا مجال لأي احتكار للقضية….

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.