التعاون العسكري مع باكستان يخدم جهود المملكة في توطين الصناعات الدفاعية
استقبل الأدميرال نادر أشرف، رئيس أركان القوات البحرية الباكستانية، أمس في مركز القيادة البحرية بالعاصمة إسلام آباد، الفريق جوي محمد كديح، مفتش القوات الجوية الملكية المغربية، حيث ناقش المسؤولان العسكريان عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ بما في ذلك قضايا التعاون الثنائي والأمن البحري، حسب ما أفاد به بيان لدائرة العلاقات العامة في البحرية الباكستانية.
وأكد رئيس أركان القوات البحرية الباكستانية، خلال هذا اللقاء، على أهمية العلاقات الودية القائمة على الاحترام المتبادل، والروابط الاقتصادية المتنامية والتعاون الذي يجمع الرباط بإسلام آباد.
وتداول المسؤولان في شأن عدد من القضايا في المجال الدفاعي، على رأسها التدريب الثنائي وتبادل الزيارات بين الضباط في كلا البلدين. كما اتفقا على تعزيز وتوسيع نطاق العلاقات الدفاعية القائمة بين الجانبين؛ فيما أشاد مفتش القوات الجوية الملكية المغربية بالتزام البحرية الباكستانية بدعم وتعزيز الأمن البحري التعاوني.
وتجري البحرية الباكستانية، وبشكل منتظم، تمارين وتدريبات ثنائية مع عدد من الدول في الشرق الأوسط والعالم، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات. كما شاركت إلى جانب المغرب في عدد من المناورات متعددة الجنسيات؛ على غرار تمرين “نصرت-24” البحري الذي احتضنته تركيا في شتنبر الماضي، وتدريبات “باتس 2024” التي احتضنتها باكستان، وعرفت مشاركة المغرب والأردن والسعودية ودول أخرى من مختلف القارات.
تفاعلاً مع هذا الموضوع، قال عبد الرحمن مكاوي، خبير في الشؤون العسكرية والأمنية، إن “باكستان تتوفر على العديد من الغواصات والفرقاطات والصواريخ فرنسية الصنع، التي كانت موضوع صفقات ضخمة بين باريس وإسلام آباد. هذه الأخيرة تملك خبرة كبيرة في التعامل مع السلاح الفرنسي، ويمكن للقوات المسلحة الملكية أن تستفيد منها، خاصة في ظل توجه المغرب نحو اقتناء فرقاطات فرنسية حديثة، وفقًا لما أكدته عدد من التسريبات والتقارير المتخصصة”.
وأوضح مكاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “باكستان هي الدولة النووية المسلمة الوحيدة في العالم إلى حد الآن، وراكمت خبرة مهمة في الشق الدفاعي، خاصة ما يتعلق بالتصنيع العسكري، إذ انتقلت من تصنيع الأسلحة الخفيفة إلى المتوسطة والثقيلة، وتصنع في الوقت الحالي عددًا من الطائرات التي صدرتها إلى عدد من الدول؛ كمقاتلات ‘جي إف 17 ثاندر بلوك 3’، التي تضاهي قدراتها القتالية قدرات طائرات ‘إف 16’ الأمريكية، إضافة إلى طائرة التدريب من طراز ‘إم إف إي 17 سوبر موشاك’. وعليه، فإن تعميق التعاون بين المغرب وباكستان على المستوى الدفاعي يمكن أن يخدم جهود المغرب في توطين الصناعات الدفاعية”.
وبيّن الخبير ذاته أن “الجمهورية الإسلامية الباكستانية توجد في منطقة حساسة أمنيًا وتشهد حدودها نشاطًا مكثفًا للجماعات الإرهابية؛ على غرار “جيش محمد” وبعض الشبكات الأخرى، حيث يتعامل الجيش الباكستاني بكثير من الحزم مع هذه التهديدات. كما أن المغرب بدوره دولة مستقرة نجحت في حماية أمنها القومي وتحصين حدودها ومواجهة تمدد أنشطة الجماعات التكفيرية. وبالتالي، فإن إقامة وتكثيف التعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي بين البلدين سيساهم في تدعيم قدرات المؤسسات العسكرية والأمنية للدولتين وفي تقوية الأمن والاستقرار في العالم الإسلامي”.