Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

التزنيتيون يعيدون امتلاك “العين أقديم”

أتيك ميديا

     يعتبر “العين أقديم” و المعروف أيضا ب”العين الزرقاء” النواة الأصلية لمدينة تزنيت كما تروي الرواية الشفوية. وليس ذلك بغريب أن تجتمع أولى التجمعات السكنية بالمدينة حول “الماء” الذي يعتبر أساس الحياة وامتد تأثيره ليوفر الظروف المواتية لظهور مزارع “تاركا” التي جعلت من تزنيت واحة جميلة. وحين قدم القائد أغناج إلى تزنيت لم يجد مكانا أجمل للاستقرار إلا بالقرب من “العين” حيث بنى قصبته المعروفة وغير بعيد عنها يقف مسجد “الجامع الكبير” شامخا بهندسته المتميزة و صومعته ذات الشكل الهندسي المشترك مع صوامع مالي و على بعد بضعة أمتار توجد مؤسسات جديدة خاصة “متحف التراث المحلي” وبناية خاصة بالأرشيف. لقد سمح تقارب كل هذه الأمكنة المتواجدة في قلب المدينة العتيقة بأزقتها الجميلة إلى جعل هذا المجال “فضاء تراثيا” بامتياز تزداد جاذبيته يوما بعد يوم.

 

     ومما زاد من جمال هذا الفضاء أعمال الصيانة و الترميم التي باشرها المجلس الجماعي لتزنيت مند سنوات تحث إشراف المهندسة سليمة الناجي لعدد من الفضاءات ومن ضمنها “العين أقديم”. وإذا كان البعض لم يستسغ بعد التحولات التي عرفها المكان بفعل ارتباط نوستالجي بالماضي وبما يعتقده “أصلا” لا يجب المساس به إلا أن العارف بالمكان سيحس بالتطور الذي عرفته علاقة التزنيتيين ب”عينهم”. فبعد أن كان هذا المكان مطرحا للنفايات بشكل نفر الساكنة منه أصبح اليوم فضاء للترويح عن النفس تقصده العائلات كل مساء خاصة و أن عملية الإصلاح جعلت منه لوحة فنية تمتاح من الرواية المؤسسة للمدينة وتجعل من الماء العنصر الأساس الذي يتأسس عله المكان وبذلك تحول الفضاء إلى مكان رائع يزداد جماله ليلا بفعل الأنوار المحيطة بالعين و هو ما يغري الناظرين.

لقد بدأ التيزنيتيون شيئا فشيئا يعيدون امتلاك العين أقديم من خلال التوجه إليه يوميا بعد أن كانوا يهجرونه ويمكن إضافة كراسي مريحة ومكتبة لحث الزوار على القراءة و الاستمتاع بالمكان. و تبقى مسؤولية المواطن كبيرة في الحفاظ على جمالية و نظافة المكان.      

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.