الإقصاء حتّى في الترحم على الفقيذ الفنان أحمد بادوج.
بقلم يوسف الغريب
السيد العثماني الإنزگاني :
قد تستطيع أنت ومن ولاك أن تتجاهل في تدوينتك الترحم أيضا على فقيذنا الفنان والمخرج المغربي الكبير أحمد بادوج.. لكنك لن تستطيع لا أنت ولا من وَلاكَ أن تتجاهل هذا السيل العارم من التعليقات والملاحظات والمؤاخذات التي تهاطلت على هذا الاستثناء الغير الأخلاقي ولا الشرعي في الدعاء والترحّم..
وقد استطعت ومن ولاك أن يحدف بعض التعاليق التي جاءت كلها مؤدبة ومحترمة ومنبهة لهذا الانزلاق الذي سقطت فيه.. لكن لن تستطيع أن تحدف مكانته من قلوب الملايين المغاربة وعشاق الدراما الأمازيغية لانه بالنسبة إليهم يعتبر الفقيذ احمد بادوج أحد رموز هويتهم اللسنية والثقافية.. وأحد المناضلين الشرفاء الذين ساهموا في تطوير وإغناء الدراما المغربية في بعدها الأمازيغي.. بل قد يكون الوحيد الذي أوصل المسرح والسنيما إلى البادية المغربية.. وأدخل الفرجة إلى عموم ساكنتها حتى تحولت بعض أفلامه ومسرحياته المسجلة إلى حدث أكثر من عائلي تجتمع عليه كل أفراد القبيلة.. أحيانا..
لن تستطيع لا أنت ولا غيرك أن تخدش بصمة هذا الفنان العصامي.. أبداً.. فهو جزء من ذاكرتنا الجماعية.. ورمز ما زال حيّاً في وجداننا كأحد أقاربنا الذين ندعوا لهم بالرحمة في صلواتنا ومناسكنا المرفوعة لله رب العالمين لا شريك له…
لكن هذا التجاهل المعمّد والمفكرفيه لا محالة هو في حقيقة الأمر إساءة إليك كابن مدينة إنزكان وأحد جيرانه وما يلزم ذلك على المسلم من واجبات اتجاه جيرانه..
إساءة الى مؤسسة رئيس الحكومة التي لم تعط لتعزية جلالة الملك للفنان احمد بادوج ما تستحقه من احترام وتقدير..
حتّى لو افترضنا أن هناك موقف من الامازيغية وبمختلف تعبيراتها الفنية والإبداعية فموقعكم المؤسساتي كرئيس لحكومة صاحب الجلالة وملك لجميع المغاربة أن تكونوا رئيسا لحكومة جميع المغاربة وليس بعضهم فقط فأنتم بهذا التجاهل والإقصاء الافتراضي من الترحم قد عبرتم وبلاشك عن موقف معارض للتوجه العام للدولة بقيادة عاهل البلاد..
قد يكون موقفاً بسيطا عند البعض ولا يحتاج إلى اصطفافه بهذا الشكل.. لكن بعض الأحداث الصغيرة أحيانا قد تفسر وتترجم بعض النوايا لدى هذا البعض..
بدليل أن التدوينة لم تكن سهواً وتفصلنا عنها حاليا أكثر من 24ساعة.. وبالرغم من تنبيهات المعلقين لم يستطع صاحبها ان يتدراك الموقف.. بل قام بتصحيح خطأ إعرابي.. وقام بحدف بعض التعليقات التي احرجته وان جاءت بلغة مهذبّة..
كل هذه المعطيات تجعلنا نفهم ونستوعب أن الأمر مفكّر فيه بشكل جماعيّ منجسم مع قناعاتهم المذهبية التي تصنّف الحركة الأمازيغية ضمن الحركات المعطّلة لمشروعهم الفكري والمجتمعي..والتاريخ القريب وبأحداثه ومواقفه شاهدة على ذلك..
لذلك أعتبر أن الايجابية الوحيدة التي حملتها تلك التدوينة هي تذكر الراحل الفنان أحمد بادوج من طرف محبيه وعشّاقه وبكثرهم والترحّم عليه من جديد.. وإلى الأبد..
و أعتقد أن التاريخ سيتذكر فقيذ الدراما الأمازيغية بالكثير من الإعجاب والتنويه والتقدير والاحترام.. وقد بدأت بوادره بإقتراح اسمه لأحد شوارع مدينة سيدي افني..
سيتذكر التاريخ أيضا زمن كورونا.. ومن كان رئيسا للحكومة…
هذا هو الأهم…