الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء: الدين مصدر للطمأنينة والرحمة
قال الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، اليوم الأربعاء بالرباط، إن الدين مصدر للطمأنينة والرحمة.
وأوضح، السيد عبادي خلال الجلسة الثانية ضمن أشغال اليوم الدراسي المنعقد تحت شعار “الخطاب بين الديانات: الطبيعة، الغاية والتجديد”، أن الدين هو إعادة اتصال داخلي للإنسان مع ذاته ومحيطه، ورحمة تفتح المجال أمام المحبة والاهتمام المتبادل بين البشر.
وأشار إلى أن الإنسانية تواجه حاليا العديد من التحديات، من قبيل الحروب والمعضلات البيئية والاستهلاك المفرط وهدر المياه، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي وشبكات التواصل الاجتماعي لها تأثير يؤدي إلى “عسر هضم” الكم الهائل من المعلومات التي تتقاطر في هذه الوسائل وبالتالي يتيه الإنسان أمام نفسه.
كما أبرز الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء المكانة المركزية للأسرة والمدرسة في الحفاظ على الفرد وحمايته في مواجهة التعقيدات والأزمات الحالية التي يعيشها العالم.
وفي ما يتعلق بتجديد الخطاب بين الأديان، أكد الأستاذ الفخري للقانون الكنسي في جامعة لاتيران البابوية في روما، المونسنيور باتريك فالدريني، على ضرورة بذل الجهد من أجل فهم الآخر، وكذا حماية وتعزيز العدالة الاجتماعية والقيم الأخلاقية والسلام والحرية.
وذك ر في هذا الإطار، بخطاب قداسة البابا فرنسيس بمناسبة زيارته للمغرب، والذي جاء فيه: “هنا على هذه الأرض، التي تعد جسرا طبيعيا بين إفريقيا وأوروبا، أود أن أجدد دعوتي إلى ضرورة توحيد جهودنا، لإعطاء دفعة جديدة لبناء عالم أكثر تضامنا”.
وبعد أن أبرز أهمية معرفة الآخر، أكد المونسنيور باتريك فالدريني أن الاختلاف والجهل أصبحا من المسببات الحقيقية للعداوة بين الناس.
وفي ما يتعلق بـ “بيان علاقات الكنيسة مع الأديان غير المسيحية” (Nostra Aetate)، أوضح الأستاذ الفخري للقانون الكنسي أهمية تشجيع المعرفة والتقدير المتبادل والتوصية بهما، وهو ما لا يتأتى إلا بالدراسات اللاهوتية فضلا عن الحوار الأخوي.
وفي هذا الصدد، عرض المونسنيور باتريك فالدريني ثلاث مسالك لتعزيز الحوار بين الأديان، وهي أهمية الوقوف عند تاريخ العلاقات بين الأديان المختلفة بنظرة ناقدة وإعادة شرح هذه العلاقات، وتعزيز ثقافة معرفة الآخر كوسيلة للتعامل مع جميع أشكال التطرف والتعصب، فضلا عن تجديد الحوار بين الديانات.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا اليوم الدراسي الذي تنظمه أكاديمية المملكة، بالتعاون مع دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان والرابطة المحمدية للعلماء، يأتي تنزيلا للتوجيهات الملكية السامية الحاثة على نشر ثقافة التعايش والسلام وتعزيز جسور الحوار بين الحضارات والثقافات والديانات، وترسيخ قيم احترام الآخر المختلف عقديا ولغويا وفكريا لنبذ آفات التطرف والعنف.