اكادير: إعطاء الانطلاقة الرسمية لأشغال إنجاز مشروع تهيئة المنتزه الحضري ابن زيدون.
في إطار تنفيذ برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير 2020- 2024، ترأس السيد أحمد حجي، والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، يومه الجمعة 26 مارس 2021، مراسيم إعطاء الانطلاقة الرسمية لأشغال تهيئة المنتزه الحضري ابن زيدون، بحضور السيدان رئيس مجلس جهة سوس ماسة ورئيس مجلس جماعة أكادير.
أنشئ المنتزه الحضري ابن زيدون، الموقع ذي البعد التاريخي بأكادير، خلال فترة إعادة بناء المدينة التي تلت زلزال سنة 1960.
وها هو يحظى اليوم بنصيبه من المشروع الكبير لإعادة تهيئة المساحات الخضراء بهذه المدينة في إطار برنامج تنميتها الحضرية 2020- 2024، الذي أشرف جلالة الملك محمد السادس حفظه الله على توقيع الاتفاقية الإطار المتعلقة به في الرابع من فبراير 2020، خلال زيارته التاريخية الميمونة لجهة سوس ماسة.
ويرمي هذا الورش، المتحمل من طرف شركة التنمية المحلية أكادير سوس ماسة تهيئة، بوصفها صاحب المشروع المنتدب، إلى الارتقاء بهذا الفضاء العمومي المركزي لتعزيز جاذبية المدينة وتحويله إلى حديقة حضرية لفائدة المواطنين.
سيكون لكل فضاءات المنتزه، المكون من جزأين يفصل بينهما شارع الرئيس كينيدي، نفس الخط التوجيهي المتمثل في الهوية المعمارية المستوحاة من تاريخ جهة سوس ماسة وأصالتها الثقافية، مع تنزيل الموضوعات الخاصة المرتبطة بتطورها الذاتي.
الجزء السفلي، ذي الطابع التاريخي، يدعى حاليا “حديقة ابن زيدون”، وقد صممه في ستينيات القرن الماضي جان شاليه، المهندس الأول لمناظره الطبيعية. وقد كان يسمى حينئذ “حديقة المركز الحضري” لقربه من المباني المشيدة حديثا آنذاك بالمدينة الجديدة. وسيحتفظ، اعتبارا لتاريخه هذا، بتصميمه الأصلي وهندسته الطبيعية وعناصره التزيينية وموروثه النباتي.
تمتد حديقة ابن زيدون، الواقعة بين شارعَيْ الرئيس كينيدي والأمير مولاي عبد الله، على مساحة 4,67 هكتارًا. و ستشهد، استجابة لانتظارات مرتاديها، إعادة تهيئة للأرصفة وممرات الراجلين بها، وتجديد ساحاتها ونافوراتها وأثاثها الحضري وما بها من علامات التشوير، فضلا عن إحداث مداخل وممرات خاصة بالأشخاص محدودي الحركة. كما ستستضيف هذه الحديقة قريبا تمثالا يرمز إلى الشاعر الأندلسي الشهير الذي تحمل اسمه والذي عاش في القرن الحادي عشر الميلادي.
أما الجزء العالي، الذي يغطي منطقة تشجيرٍ قديمة ويضم مساحة للتزلج منذ سنة 2008، وأصبح يدعى “حديقة ابن زيدون الثانية”، فسيخصص للرياضة والأنشطة الترفيهية.
سيستفيد هذا الجزء، الممتد على مساحة 6,85 هكتارًا، من إعادة تهيئة شاملة مع إصلاح ممرات الراجلين وإحداث مداخل للأشخاص محدودي الحركة وتجديد الأثاث الحضري وإدماج ساحات مخصصة لاسترخاء الزوار. كما ستتم إعادة تهيئة البحيرة الطبيعية الحالية ومحيطها بالكامل مع ضمان حمايتهما بوضع سياج حولهما.
وبذلك سيمكن المنتزه الحضري ابن زيدون الجديد المواطنين والزوار من المحافظة على حيويتهم وراحتهم بفضل التجهيزات الرياضية الكثيرة الموجودة في عين المكان. وذلك علاوة على ممرات الراجلين الملائمة لممارسة الركض، وتخصيص مسار للياقة البدنية مع فضاء لممارسة التمارين الرياضية. كما سيتم توفير ملاعب خاصة بالكرة الحديدية وملاعب للقرب لممارسة الرياضات الجماعية.
وستمنح مناطق الألعاب بالمنتزه الأطفال فضاء استثنائيا للاسترخاء واللهو في الهواء الطلق، حيث يجدون تحت تصرفهم مجموعة كبيرة من التجهيزات والمعدات التي تلبي أحدث معايير السلامة، لتمكينهم من الاستمتاع وممارسة قدراتهم الحركية. وسيدعوهم مسار المغامرة المخصص لهم وتسلق الأشجار المحدود إلى اختبار توازنهم وخفتهم. أما مساحة التزلج، المكان الترفيهي الرائد في المنتزه، فسيحظى بتجديد شامل ليرتقي إلى مستوى المعايير العصرية.
ستشكل مختلف مناطق المنتزه، التي تقدم مجموعة كبيرة ومتنوعة من النبات المتوسطي والأعشاب العطرية والنباتات شبه المائية، مكانا فريدا لعرض النباتات المثمنة بفضل اللوحات التوضيحية. وستتبع الحديقة، فضلا عن ذلك، نهجا مستداما بتخصيصها منطقة لتخزين النفايات الخضراء وشبكة لتصريف مياه الأمطار، مع مواصلةً البحث عن مصادر بيئية أخرى للتزود بالماء.
واليوم، تنطلق الأشغال لإنجاز مشروع تهيئة المنتزه الحضري ابن زيدون، بما له من بعد اجتماعي وبيئي قوي، بغلاف مالي قدره 25 مليون درهم، لتستمر مدة 24 شهرا، حتى الانتهاء منها بإذن الله في الربع الأول من سنة 2023.