Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

إحتجاز طاقم التلفزة المغربية المتكون من صحفي وكميرمان وسائق من قبل مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بسلا

ع اللطيف بركة :
في سابقة غريبة عن الجامعة المغربية، قام مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بسلا بعملية إحتجاز لطاقم التلفزة المغربية المتكون من كاميرامان و صحفي و سائق سيارة الخدمة التابعة للشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة المغربية.

و تعود وقائع الحادث إلى صبيحة يوم الخميس 20 يوليوز الجاري، حيث حل الطاقم إلى المدرسة العليا للتكنولوجيا بطلب من أحد أساتذتها لتغطية الندوة المبرمجة في إطار التحضير لإتفافية شراكة مع معهد الملك فهد للبترول و المعادن.

قام الطاقم بتغطية الحدث من بدايته إلى نهايته أمام أعين المدير و الكاتب العام للمدرسة و مختلف المسؤولين، إلى غاية الثانية عشر زوالا، و بعد طلب الصحفي تصريحا للمدير، هاجم هذا الأخير الصحفيين بلغة حادة، مطالبا إياهم بهويتهم و عن الجهة التي طلبت منهم تغطية الحدث، فأكد الصحفي الذي كان يحمل ميكروفون التلفزة المغربية و عليه “لوغو” الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة المغربية، و يرافقه مصور صحفي يحمل كاميرا عليها نفس “اللوغو”، أنه في مهمة رسمية لتغطية اللقاء و أنهما صحفيان بالتلفزة المغربية و أن سيارة الخدمة التي تحمل نفس “اللوغو” أو شعار التلفزة تنتظر في باركينغ المدرسة.

هنا زاد المدير في تعنته و صعد من لهجته و أمر الصحفي بانتظاره إلى غاية الشغور للنظر في الأمر، و هكذا انتظر الطاقم المكون من ثلاثة موظفين أزيد من ساعتين متواصلتين، كان المدير خلالها يتجول في المدرسة رفقة سفيرة المعهد السعودي و بعض الأساتذة و الطلبة، متجاهلا الصحفيين الذين ينتظرون تصريحا له، بل أنه دخل إلى اجتماع مع أساتذة من المدرسة دون أن يعطي أي اهتمام للطاقم أو أية معلومة حول ماذا سيقرر، هل سيعطي تصريحا أم لا.
و قد سبق للمدير قبل لحظات من ذلك منع الأستاذة التي نسقت زيارة سفيرة الجامعة السعودية من إعطاء أي تصريح للصحفي الذي كان يريد تعليقا لها على النشاط المذكور، إضافة إلى تصريح المسؤولة من الجامعة السعودية.
و بعد إستياء الصحفيين من سوء معاملة المدير و طلب بطائقهم المهنية رغم أنهم كانوا يحملون معدات التلفزة و عليها بوضوح لوغو الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة؛ في سلوك استفزازي يعود لعقلية بائدة، قرر الصحفيون مغادرة المؤسسة عبر سيارة الخدمة بعد استشارة مسؤوليهم، هنا ستكون المفاجأة الكبرى لدى الجميع، حيث سيأمر المدير بمنع الصحفيين من مغادرة المؤسسة و احتجازهم داخلها إلى حين حضور الشرطة ؟؟.

بعد الإتصال بالمسؤولين بالتلفزة المغربية، حضر رئيس تحرير الأخبار قادما من مقر التلفزة المغربية لاستفسار المدير حول هذا السلوك الغريب و الغير المهني من مسؤول جامعي، في سابقة خطيرة ضد صحفيين جاؤوا لتثمين عمل كان وراءه أساتذة من المؤسسة، على غرار لقاء سابق تم تغطيته من داخل نفس المؤسسة نظمه أساتذة من شعبة التدبير.

بقي الصحفيون محتجزين إلى غاية الرابعة بعد الزوال، ينتظرون الإفراج عنهم من طرف المدير في حرارة مفرطة من الباركينغ، دون طعام و لا شراب، ممنوعين من المغادرة، في منظر مقزز و مهين للجسم الصحفي الوطني.

بعد قدوم رئيس تحرير الأخبار و بتنسيق مع مسؤوليه، نبه المسؤول الصحفي المدير إلى أنهم قد قاموا بتغطية لقاء سابق دون المرور عبر المسطرة الإدارية، و أنهم تلقوا المعلومة عن اللقاء يوم فاتح محرم، أي يوم عطلة، و أن الطاقم الصحفي جاء ليثمن مجهودات أساتذة المؤسسة، أنكر المدير بأنه طالب الصحفيين ببطاقئهم، و أنه أراد فقط أسماء هؤلاء الصحفيين، علما أن هذه العملية كان يجب أن تتم في حالة وجوبها قبل دخول الصحفيين للمؤسسة، أو اثناء التصوير على الأكثر. و قد سبق للمدير أن تدخل بشكل عنيف في حق صحفي كان يصور نشاطا نظمه نادي الطلبة، و تطلب الأمر تدخل رئيس الجامعة آنذاك لطي الملف.

و لم تمر أشهر فقط على زيارة المفتشية العامة لوزارة التعليم للمدرسة العليا للتكنولوجيا بسلا، بعد شكايات تقدم بها أساتذة جامعيون و موظفون ضد المدير، متهمينه بالعنف اللفظي و الرمزي و التحرش النفسي بالأساتذة و بالموظفين، و سبق هذه الشكاية وقفة احتجاجية للفرع الجهوي لنقابة الموظفين التابعة للإتحاد العام للشغالين بالمغرب أمام المؤسسة، بعد كارثة وفاة موظفة كانت تعاني من مرض عضال و استفحلت حالتها بسبب التضييق الممنهج الذي كان يمارسه المدير عليها رغم أنها كانت في حالة متقدمة من المرض، و حالة موظفة أخرى يتحرش بها المدير نفسيا عبر حرمانها من المنح المستحقة و مطالبته إياها بزيارته في مكتبه في حالة أرادت الحصول على المنح.
و تلقى الكثير من أساتذة المدرسة العليا للتكنولوجيا بمرارة بإعادة تسمية المدير المعني، بعد سنة من ممارسة مهامه كمدير بالنيابة، و يعتقد البعض أن تسميته جاءت مباشرة بعد الهجمة التي تعرض لها وزير التعليم العالي و الضغط من طرف نواب عن البيجيدي، الذي يشكل المظلة السياسية للمدير و الذي سبق وكان في صفوف النقابيين الإتحاديين قبل تغيير الفيستة.

وتضمنت الشكاية التي نزلت على إثرها المفتشية العامة لوزارة التعليم العالي اتهامات للمدير بخروقات مالية و التضييق على عمل الشعب و التدخل السافر في مهمتها البيداغوجية و خنق البحث العلمي و توظيفات على المقاس و إهانة أساتذة تسببت لبعضهم في حالة اكتئاب و متابعة أطباء نفسانيين، مما دفع ببعضهم إلى تقديم طلب تقاعد نسبي رغم التضحية بجزء مهم من الراتب للتخلص من الوضعية “الغير السوية” للإشتغال كما جاء في طلب أحد الأساتذة المقبلين على التقاعد.

ما هي الأسباب الحقيقية التي جعلت المدير يرفض تغطية ندوة و مشروع إتفافية شراكة مع جامعة سعودية مرموقة، و ماذا يريد المسؤول الجامعي إخفاءه عن الرأي العام أو عن الجهات الحكومية المختصة ؟!؟؟!؟!
كيف سيكون رد المسؤولين في الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة المغربية أمام احتجاز طاقمها الصحفي و إهانته من طرف المسؤوال الجامعي؟!
ما هي الخطوات التي ستقوم بها النقاية الوطنية للصحافة لرد الاعتبار لصحفييها و ردع كل من سولت له نفسه إهانة الجسم الصحفي، بل و القيام بعميلة احتجاز موظفين أثناء تأديتهم لمهامهم، الشيء الذي يشكل جناية خطيرة يعاقب عليها القانون.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.