حذر عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، من مخاطر فقدان استقلالية القرار الحزبي، مؤكدا أن عواقب ذلك ستؤدي إلى انهيار الحزب مرة واحدة، بسبب قاعدته التي لا تقبل التشبث بكيان “عوج”، مشددا على ضرورة الاستمرار في محاربة الفساد الذي قد يتسرب إلى بعض المنتمين إلى الحزب.
ودعا ابن كيران مستشاري الحزب وعموم أعضائه إلى اليقظة المستمرة، مؤكدا أن الأمر يتعلق بحرب مستمرة مع الفساد، الذي يتميز عن العدو بقدرته على التسرب إلى الداخل، مستشهدا بحادثة تقديم مغانم كسرى الثمينة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال لهم “إن قوما يؤدون هذا لأمناء” فقالو:” يا أمير المؤمنين عففت فعفوا ولو رتعت لرتعوا”.
وأكد ابن كيران أن هذه الرسالة موجهة إلى مختلف المسؤولين والوزراء من الحزب، وإلى عموم الأعضاء من أساتذة ومعلمين وغيرهم، قائلا :”ما يمكنش نسمحوا لبلادنا طيح”، ومشددا على أن إرادة الإصلاح على مستوى الدولة متوفرة، وإن كانت مشوبة بالكثير من العراقيل، وأن الدولة واعية بأن “الله لا يصلح عمل المفسدين”.
وخاطب ابن كيران أعضاء مؤسسة مستشاري الحزب بأنهم المعول عليهم في مقاومة الفساد، والاستمرار في هذه المقاومة، مؤكدا أن المجتمع يتابع، وإذا لاحظ من أعضاء الحزب الجدة والاستمرار في هذا المنطق، بما يتطلبه من صراحة وشجاعة وقول حق ووقوف في وجه الفساد، فإنه يزيد من تشبثه بالحزب، مضيفا:”بدون إصلاح لن تنتفعوا بشيء بما في ذلك لو جمعتم ثروات”.
وشدد ابن كيران أنه بدون إصلاح سيُفتَقد الأمن ويفتقد العدل، ولن يجد الناس مدارس لأبنائهم، ولا مستشفيات لمرضاهم، آنذاك لن يكون من جدوى للثروة، ولن يبقى سوى الخراب، مشددا على أن الإصلاح هو دفاع عن النفس وعن الأبناء والمستقبل وعن الوطن.