بعد الخرجة المتزامنة لتيار ” الاستوزار” بالعدالة والتنمية، مشخص في عزيز الرباح، والمصطفى الرميد، ومحمد نجيب بوليف، لانتقاد سطوة وهيمنة عبد الإله بنكيران ونقد أطروحة “الولاية الثالثة”، وانخراط عدد من قيادات حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي للحزب في هذه المعركة السياسية، خرج عبد العالي حامي الدين، وأمينة ماء العينين، للرد واعتبار بنكيران شخصية كارزمية لا تعوض. وهاجم تيار”الولاية الثالثة” تيار “الاستوزار”، ما دفع الرميد إلى التهديد بتقديم الاستقالة في حال التمديد لبنكيران، وفق ما أكدته مصادر “الصباح”، وذلك خوفا على بنكيران من أن يصبح “دكتاتوريا” لأنه من الآن بخس عمل كافة القياديين والأطر، واتهمهم بكلمات جارحة، في كل مناسبة تتاح له، ومنهم من رد عليه، ومنهم من التزم الصمت. وكتب حامي الدين تدوينة على “الفيسبوك”، بأنه لا يحق لأي أحد الضغط على بنكيران ليعبر عن رأيه في هذا الموضوع من الآن، لا بالسلب ولا بالإيجاب، لأنه لا دخل له فيه وليس له من الأمر شيء، مؤكدا أن جميع الآراء المعبر عنها، سواء منها المعارضة أو المؤيدة، هي آراء محترمة، تستند على تقديرات وترجيحات معينة، يبقى الغرض من ورائها أساسا تحقيق مصلحة الوطن وكذا الحزب، منبها إلى أن كل اختلاف في هذا الموضوع ينبغي الرجوع فيه إلى المؤسسات، لأنها الفيصل في القضايا المختلف حولها. وأكد حامي الدين أن اقتراح تعديل مواد من النظام الأساسي للحزب، حق لأعضاء المجلس الوطني كما تنص على ذلك قوانينه، ولا دخل لبنكيران في الموضوع، مشددا على أن الأمور مرت بطريقة ديمقراطية ونزيهة وشفافة، ما جعل القرار سياديا ولا مجال للطعن فيه بأي شكل من الأشكال. وبعد أشغال لجنة الأنظمة والمساطر التابعة للحزب، التي صوت أغلب أعضائها لتعديل قوانين الحزب لتتلاءم مع ولاية ثالثة لبنكيران، نصح حامي الدين المعارضين بتفحص نتائج المؤسسات التقريرية للحزب التي تلزم الجميع، مع ترك الباب لأي شخص أن يعتذر عن تحمل المسؤولية إلى جانب القيادة الجديدة، إذا قدر المصلحة في ذلك. وسارت أمينة ماء العينين على النهج نفسه، وهي التي اشتكت يوما ما الرميد إلى بنكيران، كما اشتكت قيادة الحركة، الذراع الدعوي، إذ شددت على أن بنكيران مطلوب منه توضيح موقفه والدفاع عنه في كل الأقاليم ليوحد الصفوف ويستنهض الهمم للاستمرار في معركة الإصلاح ومقاومة التحكم والفساد. وكتبت ماء العينين على صفحتها “الفيسبوكية”، “لا أحد يمكنه التشكيك في الملكات التي منحها الله للأمين العام والتي تمكنه من النجاح في مهمته، فالحزب في حاجة إلى رئيسه في هذه اللحظة أكثر من أي وقت مضى”، منتقدة من ذهب خياله بعيدا في “إساءة الظن بالأمين العام وباقي القيادات واتهامهم بالتعبئة للمؤتمر، فهم ليسوا بحاجة إلى ذلك لأن للأعضاء عقولا يفقهون بها، وأفئدة يشعرون بها، وحاسة سادسة يقرؤون بها التحولات وخلفيات الموافق”. وأمام تواتر الأحداث واتساع رقعة الخلافات بين أكثر من قيادي، ما ينذر يشق الحزب إلى نصفين، انتقل المنتمون إلى الحزب بالخارج، إلى بيت بنكيران، واقترحوا عليه التدخل لرأب الصدع بينه وبين تيار الاستوزار، وعلى رأسه سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، الذي امتعض من كثرة الكلمات المسمومة والجارحة التي استعملها بنكيران في حقه وفي حق العديد من قادة الحزب، خاصة الوزراء منهم.