أكادير: سقوط القلعة الإتحادية،(الجزء 9 الخاص بالفترة ما بين 2009_2015. )

بقلم سدي علي ماءالعينين، يوليوز 2019
الفترة الفاصلة بين 2009 و 2015 هي عمر الولاية الثانية للرئيس طارق القباج باغلبية مريحة ,(29 عضو)، وبتحالف اضطراري مع العدالة و التنمية،
كان الكل يراهن على هذه الولاية ان تحمل معها تنمية كما كان الحال في الولاية السابقة، لكن شيئا من ذلك لم يحصل على الإجمال، بل وجدت الساكنة نفسها امام وضع لا تحسد عليه،
الرئيس لم يعد مهتما بإستقبال المواطنين ولا بالتواصل مع مكونات المدينة،وسلط على الساكنة نائبا مكلفا بالتعمير إختلق مواجهات و خلق عراقيل و فتح جبهات بإسم تطبيق القانون و الخوف من تربص السلطة،و إستمر المستثمرون من الشكوى من مواقف الرئيس التي يصفونها بالبلوكاج و العرقلة،
الوصول الى الرئيس لم يعد يتم بشكل مباشر بل عبر دوامة من التيه بين مستشارين بلا مسؤولية لكنهم اصبحوا عين الرئيس التي يرى بها واذنه التي يسمع بها…
في علاقته مع حليفه العدالة و التنمية عرفت توثرا وصل حد مقاطعة المجلس لشهور إحتجاجا على ما سموه التسيير الإنفرادي للرئيس،
جاءت واقعة هدم مشروع الرئيس بالقرب من القصر الملكي، و بعده واقعة المنع من حفلة الولاء و تلتها عملية التلويح بالإستقالة…
على المستوى الوطني كل محطة حزبية تمر إلا و تؤكد (العزلة) التي كان يعاني منها الرئيس بإعتباره من جناح اليوسفي الذي رحل سنة بعد بداية الولاية الاولى …
رغم ذلك تمكن الرئيس من خوض انتخابات 2011 التي رغم انها مكنته من مقعد برلماني الا انه جاء محتلا للمرتبة الرابعة و الاخيرة،و كانت تلك النتيجة رسالة على تراجع تجربة …
سيزداد الوضع تعقيدا حين يمر المؤتمر الوطني التاسع و يفوز إدريس لشكر بالكتابة الاولى و يختار عضوين من الجهة لعضوية المكتب السياسي فيما سيخفق الرئيس من الحصول على عضوية المكتب السياسي ،ليختار الإصطفاف مع انصار الزايدي و يحتضن لقاء الفريق النيابي باكادير ضدا في القيادة،
وبعد وفاة الزايدي سيقود تجربة تأسيس حزب البديل ويوفر الحافلات لأتباعه لحضور اجتماعات اللجنة التحضيرية التي سيتولى رئاستها…
في هذا الوقت كانت الكتابة الجهوية التي سلمت له الحزب تحاول استعادة الاجهزة لتبدا حرب محلية خاصة بعد التحاق الحزب العمالي بالحزب…
و باقي الحكاية الكل يعرفها، تتم الإطاحة بكاتب الفرع و التحضير للمؤتمر الإقليمي …
وساعة انعقاد المؤتمر كان القباج يصرح للإعلام بان الإتحاد قد مات!!
عقد المؤتمر بدون القباج و اتباعه،و تم الخضوع لشروط اتباع حسن نشيط من الحزب العمالي المندمج في الحزب…
وجاءت تشكيلة الكتابة الإقليمية كارثية بأسماء اساءت لصورة الحزب ومكانته وبمباركة من الكاتب الاول للحزب…
فشل التوافق مع اتباع حسن نشيط الذي سيختار الإلتحاق بحزب التقدم و الإشتراكية…
إنتخابات البرلمان ل2011 هي انتخابات الربيع العربي التي مكنت العدالة و التنمية من مقعدين و تلك بداية بروز تيار الإسلاميين و الذي سيكتسح انتخابات 2015 الجماعية…
الإتحاد الإشتراكي منذ 1976 سيخوض لاول مرة انتخابات بدون حصيلة البلدية التي استفرد بها القباج وهو يترشح مستقلا بإسم العداء، فيما ترشح جزء آخر من الإتحاد بإسم التقدم و الإشتراكية،فيما القواعد الحزبية اختارت التصويت لليسار الإشتراكي الموحد او مقاطعة الإنتخابات ،فيما وجوه اخرى اختارت الترشح بإسم احزاب اخرى…
2015 تسقط القلعة الإتحادية في ايدي الإسلاميين بقيادة رجل بدأ لا منتميا في 1992 لينتهي رئيسا في 2015…
حصل حزب العدالة و التنمية على العلامة الكاملة و لم تنفع الإتحاديين الموزعين على كل اللوائح المقاعد المحصل عليها سواء المقاعد العشرة للعداء القباج ولا المقاعد الستة للوردة…
عشية النتائج طالبت كنائب للكاتب الإقليمي بمعية غالبية اعضاء الكتابة الإقليمية من الكاتب الاول ان يقدم استقالته،دعوة لم تلقى اي تجاوب على الصعيد الوطني،وحتى استقالة الكاتب الإقليمي رفضها المكتب السياسي…
وفي واقعة تبرز حجم اندحار الحزب،المستشارون الستة يصوتون لصالح الرئيس الحالي في عملية تشكيل مكتب المجلس،
بعدها يقدم وكلاء اللوائح إستقالتهم تباعا من المجلس…