أكادير: الندوة العلمية حول إشكالية الرضاعة الطبيعية من تنظيم المدرسة العليا للصحة الخاصة .

بقلم سعيد الهياق//
نظمت الجمعية المغربية للبحث العلمي والأخلاقيات بتنسيق مع إحدى المختبرات الطبية ملتقى طبي صباح يوم السبت 24 يونيو 2023 بمقر المدرسة العليا للصحة الخاصة بأكادير حول ” فوائد الرضاعة الطبيعية على الأم والطفل ” من تأطير الخبيرة أحلام الربيعي.
واستهلت الطالبة فاطمة الزهراء الدهير كلمتها الافتتاحية بتفويض من السيدة سارة الصولبي مسيرة المدرسة العليا للصحة الخاصة بأكادير بالترحيب بالبروفيسور الدكتورة نادية القدميري رئيسة الجمعية المغربية للبحث العلمي؛ ومنسقة هذا الملتقى الطبي وبالخبيرة أحلام الربيعي مؤطرة اللقاء التواصلي مع طلبة المدرسة، وبالإعلامي سعيد الهياق عن مجموعة أنتاگ ميديا وأيضاً بضيوف الشرف كل بإسمه وصفته.

وعبرت الطالبة فاطمة الزهراء الدهير عن سعادتها العارمة وهي تأخذ الكلمة عن إدارة المدرسة وعن الطلبة؛ وهي رسالة وجيهة ومباشرة عن الأهمية القصوى التي توليها المدرسة لفن التواصل بالإضافة إلى التكوين الرصين لمدة ثلاثة سنوات في مختلف التخصصات الطبية لفسح المجال لخريج المدرسة على التواصل الجيد مع الزبناء ومع مختلف الفاعلين في مجال الصحة. وأكدت على أهمية موضوع الملتقى الطبي؛ والذي من شأنه أن يفسح المجال للطالبات والطلبة في مهن الصحة للتعرف على آخر المستجدات العلمية المرتبطة بالفوائد الجمة للرضاعة الطبيعية للأم والطفل.
وبدورها جددت البروفيسور الدكتورة نادية القدميري الترحيب بالخبيرة أحلام الربيعي ممثلة إحدى المختبرات الطبية بأكادير كشريك رسمي؛ كما تقدمت بالشكر والعرفان للسيدة سارة الصولبي مسيرة المدرسة العليا للصحة الخاصة بأكادير على احتضان هذا الملتقى الطبي والعلمي؛ والذي يندرج تنظيمه في إطار برنامج اللقاءات التواصلية التي تقوم بها الجمعية إن على صعيد إقليم تارودانت أو على الصعيد الوطني.
وأكدت أن تنظيم هذا الملتقى الطبي النوعي على صعيد جهة سوس يندرج في إطار الحملة الوطنية لتشجيع الرضاعة الطبيعية. ومن شأن المحاضرة أن تلامس آخر المستجدات العلمية والطبية في الموضوع.
وبحكم تخصصها وتكوينها العلمي الأكاديمي داخل أو خارج المغرب أشارت أن مختلف الأبحاث العلمية الدولية أكدت على ضرورة الرضاعة الطبيعية فالإضافة إلى مساهمة الرضاعة الطبيعية في تقوية علاقة الأمومة والوجدانية مع الرضيع فإن الرضاعة الطبيعية تساهم في التكوين السليم للرضيع وتقي الأم من خطر الإصابة ببعض الأعراض الجانبية والوقاية أيضاً من بعض الأمراض المزمنة والخطيرة منها سرطان الثدي وبعض الأمراض التي ستكون موضوع المحاضرة والتدخلات.

كما وجهت رسالة وجيهة إلى طلبة مهني الصحة على مواصلة القراءة والبحث والاطلاع على كافة المستجدات العلمية والطبية من أجل تقديم خدمات ذات جودة فور تخرجهم. وذلك لأن سوق الشغل أصبح يتطلب بالإضافة إلى التكوين الرصين ملكات في فن التواصل ومعرفة شموليغ بآخر المستجدات في الميدان.
وبانشراح كبير استهلت الخبيرة أحلام الربيعي محاضرتها بالشكر الوافر للبروفيسور الدكتورة نادية القدميري رئيسة الجمعية المغربية للبحث العلمي والأخلاقيات الشريك الأساسي للشركة الطبية الخاصة التي تمثلها على صعيد جهة سوس ماسة وبالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية. وأيضاً على متانة العلاقات التشاركية في مختلف المجالات العلمية والطبية ومنها تنظيم هذه المحاضرة التي تندرج كما سلفت الإشارة إليها في كلمة الدكتورة نادية القدميري إلى برنامج الحملة الوطنية لتشجيع الرضاعة الطبيعية.
وافتتحت محاضرتها بمنهجية التحاور مع الطلبة بعيداً عن الإلقاء الكلاسيكي والسرد المسترسل.
وطلبت من الطلبة العفوية في التواصل والتحاور بعيداً عن صرامة لغة الأستاذية. وفسحت لهم المجال لتعريف ” الرضاعة الطبيعية”.
ومما جاء في تعريف الرضاعة الطبيعية:
تعد الرضاعة الطبيعية (بالإنجليزية: Breastfeeding) الوسيلة الطبيعية لتوفير العناصر الغذائية الأساسية والمتزنة لنمو الرضيع عن طريق حليب الثدي. ويوصى بضرورة البدء بإرضاع الطفل رضاعة طبيعية خلال الساعات الأولى من ولادته؛ ليكتسب حليب اللبأ الغني بالعناصر الغذائية والأجسام المضادة التي تمد الطفل بالمناعة المكتسبة.
كما يجب الاعتماد على الرضاعة الطبيعية في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل بشكل أساسي، واستكمالها إلى جانب الأطعمة المناسبة لعمره إلى أن يبلغ عامين كما جاء في قوله تعالى: ” وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ” سورة البقرة الآية 233.
ومن تم تطرقت المؤطرة أحلام الربيعي إلى الإشارة إلى أهم فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأم والطفل:
كما سبقت الإشارة إلى ذلك في البداية فالرضاعة حسب منظمة الصحة العالمية تغذية مثالية. لأن حليب الثدي يحتوي على كل ما يحتاجه الطفل خلال الستة أشهر الأولى من عمره، حيث يتغير تكوين الحليب وفقاً إلى احتياجاته المتغيرة.
ولكن الشيء الوحيد الذي ينقص حليب الأم هو فيتامين (D) ما لم تكن نسبته عالية جداً في جسم الأم، وينصح عادة بقطرات الفيتامين (D) من الأسبوع الثاني إلى الرابع من أجل تعويض ذلك النقص.

كما يساعد حليب الأم على مقاومة الفيروسات والبكتيريا؛ إذ يحتوي حليب على أجسام مضادة.
ويساهم في تقليل خطر الإصابة من الأمراض بما في ذلك التهاب الأذن الوسطى، والتهابات الجهاز التنفسي، ونزلات البرد، والتهابات الأمعاء، ومتلازمة موت الرضيع المفاجئ، والاضطرابات الهضمية، ومرض السكري، وسرطان الدم.
كما يساعد الحفاظ على وزن صحي، ومنع الإصابة بسمنة الأطفال في المراحل التالية من الطفولة.
بالإضافة إلى جعل الطفل أكثر ذكاء، وقد يرجع ذلك إلى الاتصال الجسدي والبصري بين الأم وطفلها. وأيضاً له آثار إيجابية كبيرة على نمو الدماغ على المدى الطويل.
أما أهم فوائد الرضاعة الطبيعية للأم فيتجلى بعضها كونها:
1-تساعد على خسارة الوزن الزائد دون جهد.
2-تساعد على انقباض الرحم، وعودته إلى حجمه الطبيعي.
3-تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب؛ بسبب التغيرات الهرمونية وزيادة كمية الأوكسيتوسين.
4-تقلل من خطر الإصابة بالأمراض مثل سرطان الثدي وسرطان المبيض.
يمكن أن توقف حدوث الإباضة والحيض؛ وبالتالي فإن الرضاعة الطبيعية وسيلة فعالة لتنظيم النسل.
توفر الوقت والمال من خلال عدم اضطرار الأم إلى إنفاق المال على الحليب الصناعي، وقضاء الوقت في تنظيف وتعقيم زجاجات الحليب.
وبعد ذلك فسح المجال للطلبة إلى مناقشة جل محاور العرض. وقد لامست جل التدخلات المحاور الرئيسية للعرض بالإضافة إلى تقديم بعض المستجدات الطبية التي تقدمها المختبرات الطبية لمواجهة بعض النواقص التي قد تعترض الأم في عملية الرضاعة. مع التركيز أن جل المستحضرات الصيدلانية والطبية كما أكدت المؤطرة لن تقوم مقام التغذية المثالية لحليب الأم. لكنها في الوقت قد تسد بعض الخصاص لأسباب صحية ونفسية وجسدية.
وفي نهاية اللقاء التواصلي نظمت المدرسة العليا للصحة الخاصة بأكادير في شخص مسيرتها السيدة سارة الصولبي حفل تقديم الشواهد التقديرية مؤطرة اللقاء التواصلي الخبيرة أحلام الربيعي ومنسقة اللقاء البروفيسور الدكتورة نادية القدميري رئيسة الجمعية المغربية للبحث العلمي والأخلاقيات والإعلامي سعيد الهياق عن المؤسسة الإعلامية أنتاگ مبديا؛ كما تم الاحتفاء بطلبة المدرسة وقدمت لهم هدايا رمزية من أجل تحفيزهم وتشجيعهم على مواصلة مسارهم المهني بكل إخلاص كجيل معول عليه في الألفية الثالثة، وتم أخذ صورة جماعية توثيقاً لهذا الملتقى الطبي النوعي بجهة سوس ماسة.